"الله لم يره أحد قط :
الإله، الابن الوحيد، الذي في حضن الآب هو نفسه قد أخبر". (يوحنا 1 : 1 – 18).
ويبرهن الإنجيل كله، من أعمال وأقوال عيسي ابن مريم، أن عيسي هو المسيح الكلمة الأزلي الذي ألقاه الله إلي مريم آية للناس ورحمة منه تعالي. والقرآن يشهد ضمناً بذلك بأخذ لقب "الكلمة" عن الإنجيل وإسناده إلي المسيح عيسي ابن مريم، وإن هو نفي ظاهرياً ألوهية المسيح "كلمة الله"، فإنما ينكر لاهوتاً غريباً عن ذات الله الواحدة، ولا يقصد إلي إنكار لاهوت "كلمة الله" "القائمة بذات الله"، والتي بها الذات الإلهية تعقل ذاتها : "قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين" (زخرف 81) ! إن في هذه الآية لمفتاح النور الذي يكشف التعارض القائم بين موقف القرآن الظاهري من نفي ألوهية المسيح وموقفه الحقيقي الناتج من النصوص التي بها يسمي عيسي ابن مريم "كلمة الله" كاسم علم يوضح سر شخصيته. وهكذا يشهد القرآن للإنجيل ويصدقه.
رد تفسيرهم :