اجتهادنا :
وعندنا أن النصوص واضحة تعني اسم شخص لا مجرد أمر إلهي.
فالله تعالي يبشر زكريا بيحيي ويصفه بأنه أول من يصدق بعيسي أنه "كلمة الله" (آل عمران 39)، ويحيي ليس أول من آمن بكلام الله ولا أفضل من آمن به، بل يحيي أول من آمن بعيسي أنه "كلمة الله" وهو يصدق بشخص اسمه "كلمة الله" وليس بمجرد أمر أو صفة. وجاء يحيي ليصدق ويبشر "بكلمة الله" الشخص المنتظر.
ومريم آمنت "بكلمة ربها وكتابه" (تحريم 12) والنص هنا يوضح بأن كلمة الرب غير كتاب الرب. فهي آمنت بعيسي وإنجيله، آمنت بابنها النبي وبكتابه.
الملائكة تبشر مريم بولد وليس بأمر أو بمجرد كلام : "إذ قالت الملائكة : يامريم إن الله يبشرك بكلمة منه، اسمه المسيح عيسي ابن مريم" (آل عمران 45) ليس أوضح ولا أصرح : "فالكلمة" المبشر به "اسمه المسيح" ويؤكده "عيسي، ابن مريم" : ثلاثة أسماء علم مشهورة تصف "الكلمة".
ومن يقرأ هذه الآية بإخلاص "إنما المسيح، عيسي، ابن مريم : رسول الله، وكلمته ألقاها إلي مريم، وروح منه" (نساء 170) لا يستطيع إلا الإقرار بديهياً أن "الكلمة" اسم شخص لوروده بين الإسمين "رسول الله ... وروح الله"، فهو مرادف للأسماء المحيطة به، وهو خبر ثان معطوف علي رسول الله وكلاهما خبران للمسيح عيسي ابن مريم، "وروح منه" خبر ثالث معطوف علي "كلمته" يوضحه ويؤكده. فكلمته لقب بين ألقاب تعني شخص المسيح، فكيف يكون مجرد أمر ؟!.