وجاء في البيضاوي : "مصدقاً بكلمة من الله" (آل عمران 39) أي بعيسي، سمي بذلك لأنه وجد بأمره تعالي دون أب فشابه البدعيات التي هي عالم الأمر، أو بكتاب الله". - ليس المعني الثاني مقصوداً. ثم أليس كل الأنبياء والصالحين وجدوا "بأمره" تعالي ؟ فلماذا لم يسم الإنجيل والقرآن أحداً منهم "كلمة الله"، واختص عيسي ابن مريم وحده بهذا الاسم ؟ وعلي الآية 45 منها يمر مرور الكرام مع إنه يعدد الأسماء والأحوال التي يصف القرآن بها "الكلمة" الذي يبشر به الله مريم. كذلك في الآية 170 من النساء. كأنه يشعر بخطر هذا اللقب فيتحاشي عن سبر معانيه.
وقال الزمخشري : "مصدقاً بكلمة من الله، مصدقاً بعيسي مؤمناً به، قيل هو أول من آمن به، وسمي عيسي كلمة لأنه لم يوجد إلا بكلمة الله وحدها وهي قوله "كن" من غير سبب آخر. وقيل مؤمناً بكتاب منه تعالي" : - ولكن ليس المعني الثاني مطلوباً لأن أوصاف يحيي نبوة عنه للمستقبل وليس إخباراً عن الماضي حتي تعني الكتاب المنزل قبله. ونجيب الزمخشري وسائر المفسرين الذين قصروا معني "الكلمة" علي أمره تعالي "كن" من غير سبب آخر : لماذا آدم لم يسمه القرآن والإنجيل والتوراة "كلمة" مع أن خلقه أغرب من خلق عيسي كما يذكر "إن مثل عيسي عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له : كن، فيكون !" (آل عمران 59) فآدم أحق البشر بلقب "كلمة" لأنه أول من وجد بكلمة "كن" الخلاقة من غير سبب آخر البتة ؟!