عرض مشاركة واحدة
قديم 06 - 03 - 2015, 04:32 PM   رقم المشاركة : ( 1232 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,310,246

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل

"من يسمع كلامى"
تــأملات جميلة وحكم أجمل


السمع هنا ليس هو سماع الأذن، ولكن المسيح يقصد سماع الروح: "من له أذنان للسمع فليسمع"، عبر عنه فى الرؤيا قائلاً: "ها أنا واقف على الباب وأقرع" يقصد إنه واقف على باب القلب ويصرخ بكلماته.

القلب الصاحى ذو الأذن الروحية ينفتح للكلمة فى الحال، وتدخل الكلمة بسلطانها كنار وكمطرقة تحطم الصخر. الله لا يطلب أذناً فقط. بل أذناً مع قلب. إذا نحن اكتفينا بالسماع، ستموت الكلمة فينا؛ ولكن إذا تفاعلت الكلمة مع القلب والإرادة؛ فهنا تنصرع الإرادة وتذبح تحت سلطان سيف الكلمة، مع أنها كانت يوماً إرادة سقيمة ذات مواريث رديئة، ولكنها لا تحتمل نور وقوة الله فى الكلمة، فتسقط الإرادة صريعة وتبدأ الكلمة تأخذ مكانها وتسيطر وتسود.

وكما قلنا؛ فإن كلمة الله هى كلمة إلهية، طبيعتها أزلية، نور ونار؛ ولكن ما أبعد الهوة التى بينها وبين طبيعتنا الأرضية؟! كلمة الله نور، وأنا ظلمة؛ ما الذى يجعل الظلمة تطيع النور؟! أأنا إنسان محب للكذب ومحب للباطل؛ والكلمة صدق وحق إلهى، تنافر تام بين الطبيعتين. طبيعتان لا يمكن أبداً أن تلتقيا أو تتقابلا. إذن لابد من عامل وسيط، هذا هو ما رأيناه فى المسيح عندما تجسد. لابد أن يتحد الإلهى بالإنسانى لكى يقدر هذا البشرى أن يأخذ من الله، ويقدر الله أن يسود على الجسد. فمن غير هذا الاتحاد أن يحدث التغيير.

ولكن لابد من إعطاء الكلمة فرصة لكى تتفاعل مع الطبيعة البشرية، ولابد من التسليم والخضوع الكلى لها. تماماً مثل أنطونيوس: قرعت الكلمة قلبه، فانفتح، فوقع صريعاً لها، لم يستطع الانتظار، باع ما يملك من ميراث، ترك أخته، ترك المكان، باختصار وقع على الأرض ومات، سلم الإرادة نهائياً للكلمة.

أبونا متى المسكين