"لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْل كُنْتُ أَتَكَلَّمُ، وَكَطِفْل كُنْتُ أَفْطَنُ، وَكَطِفْل كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ"
(1 كورنثوس 13: 11).
في هذه الآية يرسم الرسول بولس صورة عن الطفولة، ولكن أيضاً يذكر كلمات جميلة عن النمو والبلوغ والتخلص من التصرفات الطفولية، ويمكن أن يضيف قائلاً:
"والآن بما أنني أصبحت رجلاً بالغاً سأكف عن التصرفات والطرق الطفولية".
كل شخص بالغ يعترف أنه كان طفلاً في يوم ما، وأنه الآن أصبح رجلاً بالغاً توقف عن التصرفات الطفولية.
يكبُر بعض الأشخاص في السن، ولكن لا تزال تصرفاتهم طفولية، ولا زالوا يجادلون ويخاصمون. العديد من الناس يستمرّون في التصرف كالأطفال حتى في سن الشباب أو الشيخوخة. إنهم لم يضعوا الطرق الطفولية جانباً. فكم نحن بحاجة إلى أن ننضج وننمو في محبة الله لنا.
لقد سمح بولس الرسول لتلك المحبة أن تقود حياته للأمام. لقد أحب بولس الله ووصاياه وعمله العظيم كثيراً حتى قال:
"وَالآنَ هَا أَنَا أَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّدًا بِالرُّوحِ، لاَ أَعْلَمُ مَاذَا يُصَادِفُنِي هُنَاكَ. غَيْرَ أَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ قَائِلاً: إِنَّ وُثُقًا وَشَدَائِدَ تَنْتَظِرُنِي. وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ"
(أعمال الرسل 20: 22- 24).
أي رجلٌ هذا حتى يسلم كل خططه وأفكاره بكل محبة لخدمة مقاصد الله في حياته!
إنه كان طفلاً في ثقته العمياء بالله ولكنه لم يتصرف وكأنه طفل بل كان حكيماً ولم يتذمر أو يجادل مع الله، لكنه وضع الطرق والتصرفات الطفولية جانباً. كان بولس رجلاً بمعنى الكلمة، ولكن دعونا نتذكر أنه كان طفلاً أولاً
"عندما كنت طفلاً"
وكان مثل كل الأطفال في تفكيره وكلامه وتصرفاته أو ربما فعل الكثير من الأشياء التي يفعلها الأطفال. ولكن الدرس المهم هو أنّ كل طفل صغير يكبر، فالولد يصبح رجلاً ويفكر في بركات الله بدون جدال أو شكوى، ولهذا قال بولس:
"لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْل كُنْتُ أَتَكَلَّمُ، وَكَطِفْل كُنْتُ أَفْطَنُ، وَكَطِفْل كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ"
(1 كورنثوس 13: 11).
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين