3- مسيح الرب في مفهوم اليهود الاسكاتولوجي: كثيراً ما عامل الأنبياء ملوك زمانهم ( الملك الممسوح) بشدة بسبب ما كانوا يرونه منهم من عدم أمانة نحو الله. إلا أنهم وجهوا رجاء إسرائيل نحو الملك المثالي القادم، مع أنهم لم يسندوا إليه قط لقب المسيح/ المسيا. لذا؛ فقد أخذ مفهوم المسيانية الملكية في التوسع بعد السبي. فالمزامير الملكية، التي تتحدث في الماضي عن المسيح المعاصر لها، أخذت تتغنى، في تطلع جديد يجعلها تتعلق بالمسيح القادم، أي المسيا، بالمفهوم الصحيح والقوي، إذ تصف مقدماً مجده وكفاحه ( راجع مزمور 2) وانتصاراته..الخ. إن الرجاء اليهودي المتأصل في هذه النصوص المقدسة حي جداً في زمن العهد الجديد، خاصة لدى الفرقة الفريسية. حيث وضع المسيح على نفس مستوى ملوك إسرائيل القدامى. ويحتل ملكه مكانة ضمن إطار المؤسسات ذات الطابع الإلهي. إلا أن الناس أخذوا يفهمونه بصورة واقعية متطرفة تبرز خاصة الجانب السياسي من دوره.