2- مسيح الرب في الصلاة: تبرز المزامير التي كُتبت قبل السبي، بشكل واضح، مكانة هذا المسيح الملكي في حياة إسرائيل الدينية. إن المسحة التي قبلها هي علامة تفضيل إلهي ( مزمور 45: 8)، فهي تجعل منه الابن الذي تبناه الله ( مزمور 2: 7، راجع أيضاً 2 صموئيل 7: 14). ولذا فهو على يقين من حماية الله له ( مزمور 18: 51، 20: 7، 28: 8). إن التمرد عليه جنون ( مزمور 2: 2) لأن الله لن يتأخر عن التدخل من أجل إنقاذه ( حبقوق 3: 13) و " رفع قرنه" ( 1 صموئيل 2: 10). غير أن الناس يتضرعون إلى الله من أجله ( مزمور 84: 10، 132: 10). وفيما هم يستندون إلى الوعود التي بذلها الله لداود، فإنهم يرجون من الله أن يعمل دوماً على تخليد سلالته ( مزمور 132: 17). ولذا؛ فكم كان اضطراب الأذهان عظيماً بعد سقوط أورشليم، عندما أصبح مسيح الرب سجين الوثنيين ( مراثي ارميا 4: 20). لماذا رذل الله هكذا مسيحه، حتى أنه تعرض لإهانة الأعداء ( مزمور 89: 39، 52)؟ فجاء إذلال سلالة داود محنة للإيمان، وظلت هذه المحنة قائمة حتى بعد التجديد الذي عقب زمن السبي. ولكن في الواقع، سرعان ما خيبت الظروف الرجاء الذي أثاره حيناً زربابل. فلن يتوج زربابل أبداً ( بالرغم من تلميحات زكريا 6: 9- 14)، ولن يكون بعد مسيح ملكي على رأس الشعب اليهودي.