3- المسيح كملك: وهو ما تراه المسيحية في أن المسيح يملك الآن على شعبه، على كنيسته، فهو " ملك القديسيين" ( رؤيا يوحنا 15: 3). ولكنه سيأتي اليوم الذي سيملك فيه على كل الخليقة عند مجئه ثانية ( زكريا 14: 9و 16-17، رؤيا 19: 6، 20: 4-6). فسيأتي في مجد ليملك في أورشليم ( متى 24: 27- 31، 26: 64، زكريا 14: 8و 9و 16و 17). ولن يكون لملكه نهاية ( 2 صموئيل 7: 15- 16، مزمور 89: 36- 37، اشعيا 9: 6-7، دانيال 7: 13-14)، فهو " ملك الملوك ورب الأرباب" ( 1 تيموثاوس 6: 15، رؤيا 17: 14، 19: 16)، وملك الدهور الذي لا يفنى ( 1 تيموثاوس 1: 17). وختلف اليهود في نظرتهم للمسيح الملك، كمخلص خاص لشعبهم، وللتحقيق الحرفي الأرضي، لكل الرموز التي تشير إلى المسيح في العهد القديم، وطبعاً هذا يخالف النظرة المسيحية التي تتخطى الإطار العنصري، والحرفي للعهد القديم. فمسيح إسرائيل، هو مسيح العالم كله، كل الأجناس، فقط من ينتمي إلى آدم الأخير، الذي هو المسيح.
هذا عن مفاعيل كلمة " مسح/ مسيح" وهي ، وكما قدمنا، تعريف بمعنى الكلمة من حيث هي فعل تكريس. أما لفظة " المسيح " من حيث هي " اسم" وتطور فهمه لدى اليهود وكما فهمه المسيحييون فنتناوله كالتالي:
المسيح كما فهمه وتكلم عنه أنبياء العهد القديم؛ في العهد القديم كانت لفظة المسيح( الذي مُسح) تُنسب- كما رأينا- أولاً إلى الملك، ثم أُطلقت أيضاً على شخصيات أخرى، وخاصة على الكهنة. غير أن هذا الاستعمال- الاستعمال الأول- هو الذي طُبع آثاره أكثر من غيره في مفهوم اليهود الاسكاتولوجي( أي الخاص بالأزمنة الأخيرة) وفي تبلور رجاء شعب إسرائيل.