البشارة الخامسة عشر : "هكذا يكون الآخرون أولين، والأولون آخرين" (متي 20 : 1 – 16)
قالوا : هذا المبدأ الإنجيلي نبؤة عن الإسلام، دين الله في أرضه، فهو يبشر بأن المسلمين، آخر من ظهر من أهل الكتب المنزلة، سيكونون أولين، والأولين من اليهود والنصاري سيكونون آخرين. ألا يورك التخريج والتهريج ! إن تحريف الإنجيل يبلغ هنا حد التزوير الرخيص المفضوح . فالمسيح يعلن لتلاميذه : "لا تخف أيها القطيع الصغير، فقد رضي أبوكم السماوي أن يعطيكم الملكوت" (لوقا 12 : 32) . ويقول لهم :"أنتم أوتيتم معرفة أسرار ملكوت الله" (لوقا 8 : 10) . وعند رفعه إلي السماء يأمرهم بالرسالة الإنجيلية في العالم أجمع، للخليقة كلها، ويصرح لهم : "وها أنا معكم كل الأيام إلي إنقضاء الدهر" (آخر آية عند متي) . فهل تعليم المسيح كاذب ؟ وهل وعده أكذب ؟!
ومن جهة أخري، يعد المسيح أتباعه بتنزيل الروح القدس عليهم، للتأييدالمطلق مدي الدهر: "يقيم معكم، ويكون فيكم" (يوحنا 14 : 17)، "يعلمكم كل شئ، ويذكركم جميع ما قلت لكم" (يوحنا 14 : 25)، "روح الحق يشهد لي وأنتم معه شاهدون" (يوحنا 15 : 26 - 27)، ويفحم العالم علي خطيئته، وعلي بركم، وعلي دينونة الله (يوحنا 16 : 8)، "روح الحق يرشدكم إلي الحقيقة كلها" (يوحنا 16 : 12)ز فهل بعد تأييد الروح القدس الدائم للمسيحية لتوطينها في العالم "إلي انقضاء الدهر"، يمكن تفسير المبدأ المذكور، علي النحو الموتور ؟
البشارة السادسة عشر : قال المسيح لليهود : "أما قرأتم قط في الكتب : إن الحجر الذي زذله البناؤون صار رأساً للزاوية من قبل الرب كان ذلك، وهو عجيب في أعيننا ! من أجل هذا أقول لكم: إن ملكوت الله ينزع منكم، ويعطي لأمة تؤدي ثماره" (متي 21 : 42 - 43)
قالوا : إن ملكوت الله الذي ينزع من أهل الكتاب ويعطي لأمة أخري تؤدي ثماره، هو الإسلام، وأن الحجر رأس الزاوية فيه، هو محمد.