- في الموضوع، حديث النبي الأمي يناقض حديث موسي وخطابه لله. فموسي وقومه، في ميقاتهم أخذتهم الرجفة فأخذوا يصلون إلي الله (154). وفي صلاتهم يقولون : "واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة، وفي الآخرة، أنا هدنا إليك" (155). كان اليهود يشتقون اسمهم من الهدي - والهدي كناية عن كتاب موسي : "ولقد آتينا موسي الهدي" (40 : 53) - أو يشتقون الهدي من إسمهم، فالتورية "هدنا" بارعة. فموسي وقومه يطلبون إلي الله تسجيل يهوديتهم حسنة لهم. فأجاب الله أولاً بأن الحسنة لأهل التقي والزكاة والإيمان. ثم أجاب بأن الحسنة إنما هي في الإيمان بالنبي الأمي المكتوب في التوراة والإنجيل (156)، فما عليهم إلا أن ينتظر موسي وقومه ألفي سنة حتي تقوم لهم حسنة بالإيمان بمحمد ! أمن المعقول أن يجيب الله علي دعاء موسي وقومه لربهم بأن الهداية ليست في الموسوية بل في اتباع محمد، "النبي الأمي" البعيد ؟ وأن يقول الله في رده علي صلاة موسي أن محمداً مكتوب في التوراة والإنجيل ؟ ففي الحوارين تعارض في الموضوع، مما يشهد بأن حديث النبي الأمي مقحم علي الخطاب.
- وفي الجوابين علي دعاء موسي وقومه (155 - 156) تعارض في الأسلوب: جواب الله في الأول علي الخطاب (155) ، وفي الثاني علي الغيبة: "عندهم، يأمرهم، ينهاهم..." (156). ولا يصح من الالتفات من المخاطب إلي الغيبة، في كلام متعارض يخرج عن الموضوع.
- وما معني دعوة الناس إلي الإيمان بمحمد، النبي الأمي، في دعاء موسي لربه ؟ (157) وما معني إعلان محمد إيمانه "بالله وكلمته" أي بالمسيح، في حديث موسي مع ربه، وفي قصة موسي مع قومه في يوم الميقات والرجفة ؟ (157 مع 154).