من هو "النبي الأمي " ، وهل من وجود له في التوراة والإنجيل؟
في القرآن آيتان تقولان بأن التوراة أنبأت "بالنبي الأمي" (الاعراف: 156 - 157)، وأن الإنجيل سماه بإسمه "أحمد" (الصف: 6)
فما هو الواقع القرآني، بالنسبة للتوراة والإنجيل ؟
"النبي الأمي"
في قصص موسي مع قومه، يقول : "واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة، وفي الآخرة : أنا هدنا اليك ! قال : عذابي أصيب به من أشاء، ورحمتي وسعت كل شئ !
"فسأكتبها للذين يتقون، ويؤتون الزكاة، والذين هم بآياتنا يؤمنون. الذين يتبعون الرسول، البني الأمي، الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات، ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم : فالذين آمنوا به وعزروه ونطروه واتبعوا النور الذي أنزل معه، أولئك هم المفلحون.
"قل : ياأيها الناس إنيرسول الله إليكم جميعاً، الذي له ملك السموات والأرض، لا إله إلا هو، يحيي ويميت: فآمنوا بالله ورسوله، النبي الأمي، الذي يؤمن بالله وكلمته (كلماته)، وابتعوه لعلكم تهتدون.
"ومن قوم موسي، أمة يهدون بالحق، وبه يعدلون.
"وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً، أمماً. وأوحينا إلي موسي ..."
نقول : إن تفسير قوله "مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل"، عناه البعض ، بثلاثة افتراضات : "إن هذا في بعض أسفار دون بعض - أو عند فريق دون فريق - أو من قبيل الإشارات والبشارات الرمزية". إن صفة "النبي الأمي" لا وجود لها علي الإطلاق في التوراة والإنجيل ، لا تصريحاً ولا تلميحاً. ونحن في ذلك لا نتهم القرآن - حاشا لنا وكلا. إنما نقول أن كلمة "النبي الأمي" قد تكون قراءة خاطئة "للنبي الآتي" في نبؤة موسي. إذ كانت الكتابة بدون نقط : "النبي الأمي" أي "النبي الآتي" فقرؤوا "النبي الأمي". وأقحموا حديث "النبي الأمي" في القرآن. ونعرف أن القرآن يكرر ويردد تعليمه للترسيخ والتذكير، وحديث "النبي الأمي" لا وجود له في القرآن علي الإطلاق إلا في هذا الإقحام المزدوج.