ومما يستفز النصاري اتهامهم بتأليه مريم أم المسيح كما فعله "المريميون" أو "الكليريون" من نصاري العرب الجهال فحكي القرآن حكايتهم. وها هي كتب النصاري ومؤلفات علمائهم تملأ العالم منذ ألفي سنة فلا تجد فيها أثراً لهذا التثليث الذي ينكره القرآن علي نصاري العرب : الله والإنسان عيسي ابن مريم، وأمه، ولا تجد فيها ذكراً لإشراك أم المسيح من قريب أو بعيد في عقيدة التثليث. فهل جن جميع النصاري منذ ألفي سنة حتي يؤمنوا بثلاثة آلهة ؟ هل توصل جهلهم وحماقتهم إلي أن يؤلهوا مخلوقاً الإنسان عيسي ابن مريم، أو إمرأة هي مريم بنت عمران أم عيسي ؟ ! فالنصاري قبل إيمانهم بألوهية المسيح، وقبل إيمانهم بالثالوث الأقدس يدينون بوحدانية الله الخالصة. وإذا كان في ألوهية المسيح أو التثليث الإلهي ما ينافي وحدة الطبيعة الإلهية فهم يرفضونها.
لذلك فالتثليث الذي ينكره القرآن ليس بالتثليث المسيحي. فلا النصاري يؤمنون ولا الإنجيل علم ولا المسيح قال للناس : "اتخذوني وأمي إلهين من دون الله" (مائدة 119).