ويقول أيضاً:
ركبت المترو من باريس لأخذ القطار الدولى لإيطاليا وفى أثناء التغيير من مترو إلى آخر وجدت شخص يظهر عليه أنه محتاج جداً ولكن المعروف هناك أنهم دائماً يكونوا من مدمنى الخمر ولذلك مستحيل أن يُعطى لهم أى شيء حتى ولو طلبوا ولكن لا أعرف ما الذى حدث معى فعندما وصلت أمامه قام من مكانه وكأنه منتظرنى ووقف أمامى فوضعت يدى فى جيبى وأخرجت له بعض النقود .. ذلك الموقف الذى لم يحدث فى حياتى من قبل فكنت فى دهشة وذهول فأخذها الرجل وفرح وهز رأسه مسروراً فلاحظت شيئاً غريباً وجدت الرجل يمسك بيديه الاثنين فتخيلت القديس الأنبا مكاريوس بهذا المنظر عندما يكون مستمعاً لشخص أمامه فمشيت فى طريقى فوجدته لا يتركنى بل يمشى معى حتى باب المترو وعندما ركبت دق جرس الإنذار بقفل الباب فدققت النظر فى هذا الشخص وفى لحظات تغيرت هيئته لأجده القديس الأنبا مكاريوس أمامى بنفس لحيته وملابسه ذات اللون الرمادى .. منظر مثل صورته الموجودة فى الجزء الأول فى كتاب معجزاته وهو يرفع البخور وعندما أغلق الباب وجدته يسير مع المترو مسافة متر تقريباً ثم رفع يده ورشم علىَّ علامة الصليب المقدس فسألت نفسى أكيد سوف أتعرض لأى ظرف؟ ولكن أنا مطمئن وبالفعل أثناء عودتى من إيطاليا فى القطار وعند نقطة الحدود صعد البوليس الفرنسى للتفتيش كالعادة ولكن فى هذه المرة توقف القطار لمدة 45 دقيقة ودخلوا تسعة أشخاص من البوليس قسموا أنفسهم ثلاث مجموعات للتفتيش الدقيق جداً جداً لم أراه من قبل فى سفرياتى الكثيرة لدرجة أن الفرنسيين أنفسهم تذمروا من طريقة التدقيق فى الأوراق وعند وصول إحدى المجموعات لسؤالى عن أوراق الهوية تقدم لى قائد المجموعة الثانية يقول لهم أنا شاهدت أوراقه والقائد الأول يرغب فى رؤيتها مرة أخرى فاختلفوا مع بعضهم البعض أمام دهشة الجميع ثم تركونى ولم يفعلوا لى شيئاً أمام قوة وصلوات أبينا القديس حبيبى الأنبا مكاريوس ووصلت بسلام لباريس والحمد لله.