أنا سيدة من الغردقة أخت السيدة السابقة وأيضاً تزوجت من رجل فقير ولم نكن نملك سوى سرير ودولاب فقط والسقف من صاج والأرضية من تراب ولكن عندما يأتى إلينا القديس أحضر له كرسياً من الجيران لكى يجلس عليه, وفى إحدى السنوات جاء إلينا الخادم الذى يأتى ليخبرنا بميعاد زيارة القديس لنا فكانت حماتى موجودة عندى فقالت للخادم: "أوعى تخليه يأتى عندنا .. زى ما أنت شايف هيقعد فين؟ على السرير مش قيمته" فقال لها: "حاضر" وخرج, ولما جاء ميعاد الزيارة نظر القديس لمنزلنا وقال للخادم: "فين الناس اللى قالوا لك لا تحضر سيدنا عندنا .. خلينى أروح لهم" فتذكر الخادم كلام حماتى وقال للقديس: "الناس دول" وأشار على منزلنا .. فجاء القديس وخبط على بيتنا ففتحت له الباب وقلت: "أهلاً, أهلاً يا سيدنا" ولكنى كنت فى غاية الخجل فلا أعرف أن أقول تفضل بالدخول .. فجاءت حماتى وقالت له: "سامحنا يا سيدنا لأننا طلبنا أن لا تأتى إلينا لأن زى ما أنت شايف حتى كرسى ما فيش علشان تجلس عليه .. وإحنا قاعدين على التراب فى الأرض" فما كان من القديس إلا انه جلس على التراب فى الأرض فقال: "ماله التراب ما إحنا كلنا تراب وسوف نعود إلى التراب" ففكرت أن أذهب لأشترى له زجاجة كوكاكولا بالدين من دكان بجوارنا فلم يسمح لى القديس بل قال: "هاتى ماء أشرب وأصلى لكم" ثم صلى ورش البيت وقال: "السنة المقبلة سوف يكون عندكم كنب لأجلس عليه" وبالفعل جاء القديس فى الميعاد وتحقق كلامه وجلس على الكنب ثم قال: "السنة المقبلة أنتريه" وتحقق كلامه أيضا ثم قال: "السنة المقبلة تسقفى بيتك بالمسلح وتركبى بلاط وبيتك يكمل من كل شئ" وتحقق كل كلامه فى الموعد المحدد ثم قال: "ربنا يخلى لك زوجك ويبارك فى أولادك" وفعلاً ربنا بارك فى ولدىَّ الاثنين ودخلوا أحسن الكليات. بركته المقدسة تكون معنا آمين.