وتقول أيضاً:
فى إحدى المرات أثناء توجهى للجامعة فى أسيوط ركبت الأتوبيس إلى قنا ومن الطبيعى أنزل فى نفس المحطة وأستقل أتوبيس أسيوط فنزلت قنا وكان الوقت مبكراً جداً وشعرت باشتياق داخلى لرؤية القديس بالرغم من عدم معرفتى بقنا فحملت حقائبى وكانت ثقيلة وتوجهت إلى المطرانية فوجدت الباب الخارجى مفتوحاً وعرفت أن القديس لم يفتح الباب بعد ولا أحد يستطيع إزعاجه فى هذا الوقت المبكر فتركت حقائبى عند البوابة وأخذت حنطوراً بسرعة وذهبت إلى محطة القطار وحجزت تذكرة فى قطار الساعة الثانية عشر المتجه إلى أسيوط ورجعت بسرعة إلى المطرانية فوجدت أسرة تحمل طفلاً صغيراً مريضاً لكى يصلى له القديس ففتح عم راتب باب حجرة صغيرة على يمين باب المطرانية ودعانا للدخول ثم جاء القديس وسلم علينا وهو يبتسم لى كأننا على موعد وبمجرد جلوسنا طلب أن يصلى للطفل كأنه ينهى زيارتهم وبعد رحيلهم أخذنى إلى الداخل فى حجرة المكتب وأغلق الباب وظل يتحدث معى فترةُ طويلة عن المواظبة على الاعتراف والتناول وأحاديث أخرى جميلة ومفيدة ونافعة لى ولم أشعر بالوقت إلا قرب الساعة 12 ولكننى مع فرحتى بوجودى معه خجلت أن أخبره بميعاد القطار فمكثت معه حتى الساعة الواحدة ظهراً وبعدها فوجئت بالقديس قائلاً لى "اذهبى حتى تحصلى القطار" خرجت من المطرانية فوجدت أمام باب الكنيسة سيارة ميكروباص بها سائق وشخص يقف على الباب يسألنى هل أريد أن أذهب إلى المحطة؟ فأجبته بالإيجاب فنزل وحمل حقائبى عنى إلى الميكروباص وأتجه إلى المحطة مباشرةً دون أن يقف لأحد وأثناء دخولى المحطة وجدت الناس تسرع وتقول "قطار مصر وصل" فقلت أُحصِّل بسرعة وأركب وأقطع تذكرة بالغرامة داخل القطار وكانت المفاجأة بعد ركوب القطار إنه نفس قطار الساعة الثانية عشر الذى حجزت فيه من الصباح وقد وصل متأخراً عن موعده بل ووجدت بداخله زميلاتى فى الحجرة فى المدينة الجامعية ووصلت أسيوط فرحه ومرتاحة جداً.