[Mary Naeem]

على خطى «رابعة والنهضة».. بدء موسم الهجرة من «المطرية»

نقلا عن الوطن
حالة من الكر والفر، أصوات دوىّ طلقات الرصاص الحى والخرطوش تصم الآذان، الجميع فى المنازل يرددون الشهادة، بعد أن تجددت الاشتباكات بين الميليشيات المسلحة، وقوات الأمن فى ميدان المطرية الذى تحول إلى صفيح ساخن خاصة بعد سقوط العديد من القتلى واعتزام عدد من أعضاء تنظيم الإخوان الاعتصام داخل الميدان، ليعود الأهالى بالذاكرة إلى أحداث ميدان رابعة الذى دفع سكان العقارات المجاورة لاعتصام الإخوان إلى الهرب حرصاً على حياة أسرهم.. «عاوزين نهاجر». حرصاً على حياة أسرته قرر أن يقترح فكرة «الرحيل»، تاركاً خلفه المنطقة التى ترعرع فيها، شعور دفع عبدالرحمن حسن، أحد سكان شارع الأربعينى، للابتعاد عن المطرية. «عبدالرحمن» أكد أن الهجرة من المنازل إذا لم تكن بمبادرة من الأهالى المتضررين ستصبح بالإكراه خاصة بعد الحالة التى آلت إليها الشوارع الرئيسية فى المطرية مثل شارع المطراوى والحرية وشجرة مريم، وأضاف: «المطرية باختصار اتحولت لسيناء تانية، الوشوش فيها غريبة، والمسيرات كلها بالآلى والرشاش، والمتظاهرين ماشيين بجلاليب تحت الركبة وأول ما الرصاص يضرب من هنا هما يهربوا واللى يدفع التمن الناس اللى متعاطفة معاهم».
لم تطلب «نادية على» من زوجها أكثر من الذهاب إلى والدتها فى السيدة عائشة حتى تستقر الأوضاع بالمطرية التى تؤكد أنها بعيدة المنال، لكن حرصاً منها على حياة أبنائها الثلاثة قررت أن توصد باب شقتها وترحل فى إجازة لأجل غير مسمى خاصة أن منزلها بشارع شجرة مريم يبعد عن الأحداث أمتاراً قليلة: «أنا ولادى على صرخة واحدة، مش بيناموا، وإزاز جارتى اللى تحت اتكسر من الطوب، وأنا مش هستنى لحد ما حد من عيالى يموت».