إيمان إبراهيم
مع أن إبراهيم جاء من أسرة تعبد الأوثان ( يش 24 : 2 و 14 ) إلا أنه استجاب لدعوة الله له بالذهاب إلى أرض كنعان. وقد أعلن الله نفسه لإبراهيم مرات كثــــيرة، ولكن لا يذكر الكتاب كيفية الإعلان في كل مرة. ويذكر استفانوس ظهور الله لإبراهيم وهو في مابين النهرين، وأمره له بأن يخرج من أرضه ومن عشيرته إلى أرض كنعان ( أع 7 : 2 ).
في بعض الحالات تذكر كيفية إعلان الله نفسه لإبراهيم : " ظهر الرب لإبراهيم " ليعطيه الوعد بأرض كنعان له ولنسله ( تك 12 : 7 )، كما ظهر الله في النار التي التهمت الذبيحــــــة ( 15 : 17 ). كما " ظهر الرب لإبراهيم " ليؤكد له الوعد كاملاً ثم " صعد الله عن إبراهيــم " ( 17 : 1 و 22 ). وأبلغ ظهور كان عندما استقبل إبراهيم ثلاثة رجال - كان أحدهم هو الرب نفسه - ( تك 18 : 1 ). وفي أثناء هذه الظهورات كان إبراهيم يخاطب الله وجهاً لوجه، ولذلك كثيراً ما نقرأ عن الله أنه إله إبراهيم. كما أن الرسائل كانت تعلن بواســـــطة " ملاك الرب "، وقد ساوت هاجر بينه وبين " الرب " ( 16 : 1 - 14 )، كما فعل إبراهيم نفس الشيئ (تك 22 : 1-19 ).
كانت نتيجة طاعة إبراهيم لله أن نشأت علاقة وثيقة بينة وبين الله، وقد بين إبراهيم إيمانه وثقته في الله بطاعته في الهجرة إلى كنعان والإنفصال عن عشيرته. ومن خلال المذبح الذي كان يقيمه في كل مكان يستقر فيه، كان يشهد بعبادته لله في وسط العالم الوثني، وكانت معرفته بالله تزداد بتتابع إعلانات الله له عن خطة الله لنسل إبراهيم مستقبلاً.
ومن مميزات إبراهيم، أنه " آمن بالرب " فحسب له براً ( تك 15 : 6 ). ولإيمان إبراهيم وطاعته وشركته، قويت علاقته بالله حتى دعي " خليل الله " ( يع 2 : 23، إش 41 : 8، 2 أخ 20 : 7 ).