ومن هناك انتقل إبراهيم إلى قادش وتغرب في جرار حيث حذر الرب أبيمالك ملك جرار من أن ينجس سارة، بل أمره أن أن يطلب من إبراهيم كنبي أن يصلي من أجله، وقد أجزل أبيمالك العطاء لإبراهيم فاتسعت ثروته ( تك 20 : 1 - 18 ). ولد إسحق الوارث الموعود به من سارة عندما كان إبراهيم ابن مئة سنة، وعلى خلاف العادات السائدة، أمر الله إبراهيم أن يطرد هاجر مع ابنها إسماعيل، الذي كان يسخر من إسحق، وقد فعل إبراهيم ذلك على مضض منه، وقد أنقذ الله هاجر وإسماعيل بمعجزة منه، وسكن إسماعيل في برية فاران، وأعطاها الله الوعد بأن إسماعيل سيصير أمة عظيمة. وبعد ذلك عقد إبراهيم معاهدة مع أبيمالك لكي يضمن حقوقه في بئر سبع كمستقر له ( تك 21 : 1-34 ).
وكان امتحاناً قاسياً حاسماً لإبراهيم أن يطلب منه الله أن يقدم ابنه الوحيد إسحق ذبيحة. وفي طاعة كاملة شرع إبراهيم في تنفيذ ذلك الأمر على جبل المريا. وفي اللحظة الأخيرة أرشدة الله إلى الكبش الممسك بقرنية في الغابة ليقدمه فدية عن إسحق. وهناك تأيد الوعد مرة أخرى لإبراهيم. وعندما ماتت سارة اشترى إبراهيم مغارة المكفيلة في حبرون لتكون مقبرة لعائلته ( 22 : 1 - 23 : 20 ).
وعندما بلغ إسحق الأربعين من عمره، أرسل إبراهيم عبده أليعازر الدمشقي إلى مدينة ناحور فيما بين النهرين فأخذ رفقة بنت بتوئيل زوجة لإسحق. وقد عين إبراهيم إسحق وارثاً لكل ماله ولوعود العهد، أما باقي أولاد إبراهيم فقد أعطاهم عطايا وصرفهم شرقاً قبل موته. وعندما مات إبراهيم في الخامسة والسبعين بعد المائة دفنه ابناه إسحق وإسماعيل في مغارة المكفيلة ( 24 : 1 - 25 : 18 ).