الثبات
__________
ما أسهل أن يبدأ الاٍنسان حياة روحية ، وأن يعيش مع الله أياما أو أسابيع ، ثم بعد ذلك ينتكس ويرجع إلى الوراء ، ويفقد كل شئ 000 !
المهم إذن لمن يبدأ ، أن يستمر ، ويستقر ، ويثبت 0
لذلك قال الرب ( أثبتوا فى ، وأنا فيكم ) ( يو 15 : 4 )
وشرح لنا أهمية ثبات الغصن فى الكرمة ليأتى بثمر 0 ومدح تلاميذه القديسين ، ليس فقط لأنهم وقفوا معه فى تجاربه ، بل قال لهم ( أنتم الذين ثبتم معى فى تجاربى ) ( لو 22 : 28 ) فامتدح ثباتهم 000
وفى مثل الزارع حكى لنا عن الذين لم يثبتوا 0
الذى ( ثبت حالا ، وإذ لم يكن له أصل جف ) ( مت 13 : 6 ) والذى ثبت ثم خنقه الشوك 0
لهذا نرى القديس بولس الرسول ، لا يتحدث فقط عن أهمية الإيمان ، بل بالحرى عن الثبات فيه ، فيقول :
( أما الصرامة فعلى الذين سقطوا 0 وأما اللطف فلك ، إن ثبت فى اللطف 0 وإلا فأنت أيضا ستقطع ( رو 11 : 22 ) 0
ويقول لأهل كولوسى ( ليحضركم قديسين 000 إن ثبتم على الإيمان ، متأسسين وراسخين 00 )
( كو 1 : 22 ، 23 ) وهو يلوم أهل غلاطية الذين ( بدأوا بالروح ) ولكنهم لم يثبتوا
( فكلموا بالجسد ) ( غل 3 : 3 )
كثيرون ذكرهم الرسول وهو باك ، لأنهم لم يثبتوا 0
البعض بدأوا الخدمة بنشاط ، ولم يستمروا فيها !
والبعض تعلقوا بفكرة التكريس ، ولكنهم لم يثبتوا !
والبعض بدأوا بمحبة الله ، ثم تركوا محبتهم الأولى !
ما أقصى أن يعيش إنسان حياة الخيمة والمذبح مع ابرآم ، ثم ينتهى به الأمر أن يسكن فى سدوم !
أو يبدأ كواحد من الاثنى عشر ، ثم يسلم المسيح !
أو يبدأ حياته كجبار منتصر ، وكنذير للرب حل عليه روحه ، ثم يحلق شعره ، ويجر الطاحون 00 !
إن الثبات فى الروح هو اٍختبار إرادتنا وسط العواطف ، لذلك قال الكتاب
( أنظروا إلى نهاية سيرتهم ) ( عب 13 : 7 ) هؤلاء الذين ثبتوا ( وكملوا فى الإيمان )