ثانيًا - السحر في أشور ومصر وفلسطين:
كان العبرانيون محاطين بعالم كان يمارس فيه السحر منذ قرون عديدة: (1) السحر في أشور وبابل:
جاء في التراث الشعبي الأكادي السومري أن الآلهة كانوا -مثل سائر البشر - في حاجة إلى استخدام السحر لحماية أنفسهم من الآلهة الآخرين. ففي "ملحمة الخلق البابلية" نجد أن "إيَّأ أنكي" كان "رب الرُقي". وقد هزم ابنه "مرودخ" الإلهة "تيامات" لأن تعاويذه كانت أقوى من تعاويذها. وقد وصلت إلينا كتابات بها قوائم طويلة بالأمور التي تجلب الأذى للناس، والطقوس والاجراءات اللازمة للتطهر منها. كما أن هناك ألواح أشورية تتحدث عن قراءة المستقبل باستطلاع النجوم والأحداث البشرية وحركات الطيور وأعضاء الحيوانات. ويقول ناحوم النبي عن نينوى (عاصمة أشور): "من أجل زنى الزانية الحسنة الجمال، صاحبة السحر، البائعة أممًا بزناها، وقبائل بسحرها" (نا3: 4).