20- جهود عزرا ونحميا في الاصلاح: وتمضي بضعة عقود من السنين، لايذكر الكتاب عنها شيئًا، حتي نأتي إلي عام 458 ق.م. عندما صعد عزرا من بابل إلي أورشليم ومعه 1,800 من المسبيين، فوجد أن اليهود الذين قد عادوا من السبي، قد ارتبطوا بشعب الارض بالزواج، وأصبحوا في خطر فقدان مميزاتهم القومية والذوبان في الشعوب الوثنية (عزرا 9). وقد أمكن دفع هذا الخطر بجهود عزرا ونحميا وأقوال ملاخي. وبعد ذلك بثلاث عشرة سنة (445 ق.م.)، سمع نحميا – ساقي الملك ارتحشستا – بحالة الخراب التي كانت عليها المدينة المقدسة وقبور آبائه، فاستأذن سيده في الذهاب إلي أورشليم، فأذن له الملك وأعطاه رسائل توصية إلي ولاة عبر النهر لكي يجيزوه، وإلي حارس فردوس (غابة) الملك ليعطيه الأخشاب اللازمة للبيت وللأسوار. وهكذا سار الي أورشليم فوصلها بسلام، وقام بفحص الأسوار، ثم استنفر الشعب للعمل وترميم ما انهدم منها. وبالرغم مما تعرضوا له من الاستهزاء والسخرية والمقاومة العنيفة من أعدائهم السامريين، أمكن لنحميا أن يري العمل وقد كمل والأبواب وقد أقيمت والمدينة وقد أزدحمت بالسكان. عندئذ جمع نحميا وعزرا الشعب لسماع كلمات الشريعة. وفي اجتماع مهيب قرأوا الناموس وفسروه للشعب، وبعد ذلك ختم الشعب علي ميثاق يتعهدون فيه بحفظ ناموس موسي، وعدم التزاوج بينهم وبين الأمم، وحفظ يوم السبت وعدم المتاجرة فيه، ودفع ثلث شاقل سنويا لخدمة الهيكل، وتقديم الباكورات والعشور (نح 10: 28 – 39).