12- تدمير أورشليم في 586 ق.م.: لكن المدينة كانت علي وشك أن تلقي مصيرها، " ففي السنة الحاد ية عشرة لصدقيا (586 ق.م.) في الشهر الرابع في تاسع الشهر فتحت المدينة" (ارميا 39: 1 و2 ) فانقض الكلدانيون عليها بعد أن كانت شهور الحصار والجوع قد فعلت فعلها. ويبدو أن صدقيا وكل رجال الحرب لم ينتظروا نهاية الهجوم بل هربوا "ليلًا من المدينة في طريق جنة الملك من الباب بين السورين " وساروا شرقًا في طريق العربة، ولكن جيش الكلدانيين سعر وراءهم " فأدركوا صدقيا في عربات أريحا " فأخذوه أسيرًا وأتوا به إلي نبوخذراصر إلي ربلة فقتل ملك بابل بني صدقيا في ربلة أمام عينيه، وقتل كل أشراف يهوذا، ثم قلع عيني صدقيا. وفي تلك المرة لم تنج المدينة ولا الهيكل ولا القصر " وأحرق (نبوزردان) بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت أورشليم، وكل بيوت العظماء أحرقها بالنار" (2 مل 25: 9)، وهدم جنوده ايضا جميع أسوار أورشليم مستديرا. ًوكل كنوز الهيكل وأمتعته الثمينه – التي أفلتت من النهب في المرة الاولي – أخُذت إلي بابل. لقد حاق الدمار الكامل بأورشليم. ويسجل سفر المراثي مدي ماأحس به شاهد عيان، من حزن وعار وندامة علي المسبيين وخراب المدينة المقدسة: "أتم الرب غيظه، سكب حمو غضبه وأشعل نارًا في صهيون فأكلت أسسها. لم تصدق ملوك الارض وكل سكان المسكونة أن العدو والمبغض يدخلان أبواب أورشليم.. ويل لنا لأننا قد أخطأنا. ومن أجل هذا حزن قلبنا. ومن أجل هذه أظلمت عيوننا. ومن أجل جبل صهيون الخرب. الثعالب ماشية فيه" (مراثي 4: 11 و12، 5: 16 – 18).