10- خدمة إرميا في أروشليم من 597 – 588 ق. م. : رغم أن زهرة السكان قد سبوا إلي بابل، ونهبت كنوز الهيكل، فإن المدينة والهيكل ظلا قائمين. وكان لدي إرميا رسالة للباقين في البلاد وكذلك للمسبيين في بابل. فقدم نصائحه للمسيبين بالخضوع والاستقرار، وكيف أن العبادات الوثنية البغيضة المحيطة بهم يجب أن تدفعهم للعودة إلي ناموس الههم وهكذا تعمل علي تجديدهم أدبيًا وروحيًا: " هكذا قال الرب .. أعطيهم قلبًا ليعرفوني أني أنا الرب فيكونوا لي شعبًا وأنا أكون لهم إلهًا لأنهم يرجعون إلَّي بكل قلبهم" (إرميا 24 : 5، 7). اما نبواته "لبقية أورشليم " ونصائحه لهم، فكانت قاسية عرضته للشك في ولائه لشعبه ولإلهه، ولم يكن في تحذيراته ما هو أعمق أثرًا من الربط والآنيار التي أمره الرب أن يصنعها لنفسه ويجعلها علي عنقه ويرسلها إلي ملوك أدوم وموآب وعمون وصور وصيدون الذين يبدو أنهم كانوا يفكرون في تكوين حلف مع صدقيا ضد نبوخذراصر
وقد اضطر الملك صدقيا للخضوع ولكنه ظل يعلل نفسه بأن ملك بابل سيسمح للمسبيين من يهوذا بالعودة، وقد ذهب هو نفسه إلي بابل، ربما بدعوة من سيده ملك بابل (إرميا 51: 59). ولوجود حزب موال لمصر في أورشليم كان يحرض الملك علي التحالف مع مصر، ولوجود فرعون شاب ميال للحرب، علي عرش مصر – هو خفرع (إبريس) – ظن صدقيا أن الفرصة مواتية للحصول علي الاستقلال، فتآمر مع ملك مصر وتمرد علي ملك بابل (2 مل 24: 20).