3- تمرد فرعون نخو: ولا ريب في أننا نفهم دواعي ابتهاج يهوذا بسقوط نينوي والامبراطورية التي تمثلها. لقد نجت أورشليم برحمة الله من حصار سنحاريب لها قبل ذلك بنحو قرن من الزمان، عندما سبي من البلاد المحيطة بها 150 ,200 من النفوس، ودمر مافيها من مدن وحصون. ولكن نير أشور البغيض استقر علي يهوذا للنهاية، وليس علي يهوذا فحسب، بل وعلي مصر ووادي النيل. وفي 608 ق.م. تمرد فرعون نخو ملك مصر علي سيده ملك أشور، وعزم علي الزحف شرقًا، ولم يكن في نيته أن يحارب يوشيا ملك يهوذا، الذي كان لابد أن يعبر في أرضه، ولكن يوشيا – موالاة لسيده ملك أشور – اعترض طريق المصريين، فقتله فرعون نخو في معركة مجّدو
ويبدو أن فرعون عاد إلي مصر وأخذ معه يهوآحاز بن يوشيا، وأقام عوضًا عنه أخاه يهوياقيم ملكًا علي يهوذا بعد أن غرَّم يهوذا جزية كبيرة (مئة وزنة من الفضة ووزنة من الذهب – 2 مل 23: 31 – 34).