اشتد ذهول الأخ إواصاف وتفكر في نفسه: "من يكون هؤلاء الناس الذين لم أرهم من قبل في حياتي؟ وكيف يدّعون معرفتي؟ إلى أية مملكة سيأخذونني؟ ". واندفع يسأل مرافقه: "من أكون أنا لأدخل الى المملكة، وماذا سيفعل الملك من أجلي؟ من يكون هذا الملك ومن أين يعرفني؟".
فأجابه ذو الطلعة الملائكية: "يا أخي، كيف تدّعي انك لا تعرف من يكون الملك ومن أكون أنا؟ ألم تعرفني، رغم محبتك الكبيرة لي ودعائك المستمر باسمي؟ قد جئت لأوصلك الى الملك، فهيا اتبعني لنذهب بأسرع ما يمكن الى مملكتنا ".
دنا الراهب من الشاب وتبعه متحيرا من فيض المحبة والاهتمام الذين يبديهما نحوه، لكنه لم يجرؤ أن يسأله مجددا من يكون بل قال في نفسه: "لا بد لي من معرفة هويته أخيرا".
استمر الإثنان مجدّين في سعيهما في ذلك السهل الممتنع وصفه، ولما بلغا نهايته وجدا نفسيهما أمام طريق ضيق وطويل جدا تحيط به الاسوار العالية. كان المكان موحشا، فاضطرب الراهب وارتعدت فرائصه.