"في بيت أبي منازل كثيرة"
امتلأ الأخ اواصاف فرحاً عظيماً، وتعجب كثيراً من وجوده في هذا المكان، وتساءل:
"مُلك مَن يكون هذا البستان الرائع المغروس بالأشجار الجميلة؟ ومن يكون هؤلاء الناس الذين يقيمون فيه؟" فتذكّر القول الإنجيلي "في بيت أبي منازل كثيرة".
وإذ كان غارقا في تفكيره، اجتاز اولئك الأشخاص وتقدم أكثر فأكثر، فرأى بعد قليل جمعا آخر أكبر من الأول. هؤلاء أيضا كانوا شبانا شجعانا يضيئون كالشمس بثيابهم العسكرية.
لبث الأخ اواصاف هكذا ساعات عديدة يتأمل جمالهم بمنتهى الإعجاب، سابحا في بحر من الغبطة والسرور. إذ ذاك سمع صوتا يقول: " إن أخانا هذا يبغي الذهاب الى المملكة، وكما تعلمون يجب أن يقوده أحدنا إلى هناك ".
فتقدم واحد من أولئك الشجعان، وكان يمتاز عن رفقائه ضياء، كما يمتاز القمر عن سائر النجوم وقال: "أنا وحدي سأقود الأخ إواصاف الى المملكة. لأنه يحفظ لي مكانة خاصة في قلبه ويلهج باسمي ليل نهار ".
ثم اقترب ذاك الشاب المتلألئ من الراهب اوصاف قائلا: "اتبعني لأوصلك الى الملكوت".