لقد سُرِّ أن يقوم ويحرر الجنس البشري من الهاوية المخيفة، ويُدخله مجددا الى الفردوس، إلى ملكوت السموات. آه يا لها من محبة عظيمة للبشر يبديها الله نحونا ".
فيما هو مفتكر في هذا كله، امتلأ قلبه فرحا واغرورقت عيناه بالدموع. سكنت أفكاره وبدأ ذهنه يتحرك من تلقاء ذاته، فأخذ يردد برغبة جامحة صلاة يسوع بتواتر (ربي يسوع المسيح يا ابن الله ارحمني أنا الخاطئ). فشعر في قلبه بمحبة تجاه كل أخ له في البشرية، محبة عظمت جدا حتى شملت الخليقة بأسرها.
كما غمر الاتضاع روحه، فتعجب من محبة الله وتنازله الإلهي تجاه بني البشر.. لم يعد الراهب اواصاف يجد له راحة على الأرض، فاشتهى أن يطير ويستريح قرب الله، لأن قلبه قد اشتعل بنار العشق الالهي.
بعد هذا ظن الأخ اواصاف أنه خرج من الكنيسة، فرأى روحه تغادر جسده، ووجد نفسه أمام سهل جميل يمتد الى ما لا نهاية. كما شاهد حشدا من الناس يتحرك في الأفق البعيد. أمعن الراهب النظر فرأى أنهم كانوا كلهم شبانا، ذوي جمال اخاذ يلمعون كالشمس ويسيرون ببطء وانتظام.