ففقد حرارته الأولى وهجر صلاته هجرا كاملا تقريبا، ولم يعد يذهب حتى الى القداس الإلهي ليشترك بالمناولة المقدسة.
مع مرور الوقت، رجع الأخ إواصاف الى نفسه، واشتهى العودة الى سابق عهده. لكنه لم يركن الى مشورة أحد، بل كان ينفذ مشيئته الخاصة صالحة كانت أم طالحة.
مما جعل الحزن يعصره، واليأس يسيطر عليه، ولم يعد يدري أين وكيف يجد مخرجا.
لكن إلهنا الكلي صلاحه، والذي لا يشاء موت الخاطئ إلى أن يرجع ويحيا، فمن أجل نية الراهب إواصاف الحسنة، ومن أجل علاقته الحميمة بالقديس جاورجيوس، أراد أن يظهر له رأفته تعزية له، عله يستعيد نشاطه في ممارسة الفضيلة ثانية. لذا دبر له هذه الرؤيا:
في سنة 1854 كان الراهب إواصاف ما يزال في كارياس في مقر دير القديس بندلايمون. في ذكرى القديس جاورجيوس أقيمت سهرانة للمناسبة في القلاية. بدافع من الكسل والاهمال، ترك الاخ إواصاف الكنيسة قبل نهاية خدمة الغروب وذهب الى غرفته ليرتاح. وفي آخر خدمة السحر، عند ترتيل الذكصولوجيا (المجد لله في العلى...)، عاد الى الكنيسة وجلس على مقعد في النرثيكس (مدخل الكنيسة)،
وشرع يتأمل في سر تجسد السيد المسيح قائلا في نفسه: "إن الله خالق الكل، الذي جبل الإنسان بيديه، قد ارتضى ان يتجسد ويصبح إنسانا، ويُشتم، ويُصفع، ويكابد أفظع ميتة معلقا على الصليب، ويموت كإنسان، ومن ثم ينهض كإله كليّ القدرة في اليوم الثالث.