[Mary Naeem]

الإخوان أخدوا مصر على المقطم.. فسحبهم الشعب «ورا مصنع الكراسى»

الوطن
«هذه هى قصة مصر، التى أراد بها الإخوان سوءاً، وقرروا إنهم يطلعوا بيها على المقطم، فثار الشعب وخدهم ورا مصنع الكراسى».. تلخص العبارة الساخرة عاماً من حكم الإخوان لمصر، وبضعة أشهر من الثورة عليهم، وتلخص أيضاً محتوى أحدث إصدارات الكاتب الساخر محمد المعتصم «مصر التى كانت فى المقطم»، الصادر عن الدار اللبنانية للنشر، فى تحليل ورصد ساخر لأداء الإخوان منذ ثورة يناير التى شاركوا فيها، وحتى ثورة يونيو التى اندلعت ضدهم.
يمهد الكاتب بقصص رواها العامة فى حق من يحبون، تكاد تصل إلى حد التأليه، انطلاقاً من مبالغة البسطاء فى المحبة ومبالغتهم أيضاً فى الكراهية، يأتى «السيسى» ليرث «عبدالناصر» فى المحبة، ويخرج «مرسى» خالى الوفاض إلا من روايات «البط والحمام» التى يفطر ويتغدى ويتعشى بها، وكأنه «المفجوع المقبل إلى قصر الرئاسة ليأكله».
فى هذا الكتاب يقدم «المعتصم» صورة حية وساخرة لشخصيات اقتربت من المصريين عاماً واحداً، اكتشف فيه الشعب حقيقتهم ليلفظهم بعيداً، من «مرسى» إلى «البلتاجى» إلى «الشاطر» و«العريان» وغيرهم، ممن وصفهم «المعتصم» بأنهم «دود الأرض الذى تطفو يرقاته على سطح المشهد وتتوغل فيه»، معتبراً مرحلة الإخوان برمتها عملية سطو مسلح منظمة «تم فيها تثبيت البلد، وتسليمه ع المفتاح للإخوان، الذين ما صدقوا شافوا لحمة، فأخذوه عنوة دون أن يفكر أى منهم فى أن الحكم مناولة مش مقاولة».
فى «مصر التى كانت فى المقطم» لم يع الإخوان مقولة الراحل محمود درويش «أن نكون ودودين مع من يكرهوننا وقساة مع من يحبوننا، تلك هى دونية المتعالى وغطرسة الوضيع».