التوجيه الأول
يقوم بأن نُضْفي على الأحداث الماضية الواردة في المثل طابع الأحداث الحاضرة القائمة اليوم. فإن أبطال المثل ليسوا يهوداً عاشوا قبل ألفيْ عام، بل هم مسيحيون يعيشون اليوم في مدينتنا وفي بيئتنا الحلبية، ونحن نعرفهم ونعيش معهم. فمنهم صالحون، ومنهم خطأة. إنهم مسيحيون صالحون كالسامري الرحيم، والعشّار التائب، والأرملة الملحِّة في الصلاة،والخدّام النشيطين الذين استثمروا المواهب التي أعطاهم الله إياها، والعذارى الخمس الحكيمات اللواتي استقبلْنَ العريس لأنهنَّ كنّ يَعِشْنَ في حالة النعمة. وإنهم مسيحيون خطأة كالابن الشاطر، والغني الجاهل البخيل، والغني الأناني الذي ترك لعازر يموت على الطريق، والمدعويّن إلى عرس المسيح بالإيمان، الذين رفضوا الدعوة، والعذارى الخمس الجاهلات اللواتي لم يستقبِلْنَ العريس لأنهنَّ كنَّ يعِشْنَ في حالة الخطيئة. فما هو موقفنا العملي بالنسبة إلى هؤلاء المسيحيين؟... نحن نقتدي بالمسيحيين الصالحين في القيام بأعمال الرحمة، والتوبة، والصلاة، والنشاط في استثمار المواهب، والحياة في حالة النعمة. ونرفض التشبُّه بالمسيحيين الخطأة في حياة الطيش والبخل والأنانية ورفض إلهامات الروح القدس والعيش في حالة الخطيئة. ونكتفي بالصلاة لأجلهم وإعطاء المثل الصالح. وهكذا نطبّق الأمثالَ على حياتنا الحاضرة التي نحياها في محيطنا، ولا تبقى الأمثال قصصاًَ بعيدة ضربها يسوع في قديم الزمان لأُناس كانوا يعيشون خارج بيئتنا ومدينتنا وحضارتنا. إنَّ يسوع الذي تكلم قديماً يتكلم اليوم، ويتحدّث إلى الجميع، يشجِّع الصالحين ويؤنِّب الخطأة. إنه حاضر في بيئتنا ويعيش معنا. إنّ إضفاء الطابع الحاضر على الأحداث القديمة ليس عملية خيالية، بل طريقة تربوية ناجحة جداً لدى من يتقن استعمالها بمهارة. ولذلك فإنها تقتضي للقيام بها تدريباً جِدّيا؛ ومَنْ أتقنها جذب انتباه سامعيه، وأفادهم إفادة جزيلة.