1- القاعدة الأولى
نحن مربون ولسنا قصّاصي حكايات شعبية؛ فالتفاصيل التي نقدّمها للطلاب يجب أن تكون ضرورية لفهم المثل لا للتسلية أو المُزاح.
2- القاعدة الثانية
نحن مربّون، ولسنا أساتذة تاريخ أو جغرافيا أو زراعة. ففي الأمثال كلمات تشير إلى التاريخ والجغرافيا والزراعة، مثلاً: الكتبة، الفرّيسيون، علماء الشريعة، العشَّار، الوزنة، المنا، العبد، أورشليم، أريحا، الزؤان، الخردل، وغيرها. هذه كلها تحتاج إلى شرح. ولكنّ الشرح يجب أن يُقتصر على فهم المثل، من دون التمادي في إعطاء معلومات تاريخية أو جغرافية أو زراعية خارجة عن إطار المثل.
3- القاعدة الثالثة
نحن مربّون، مهمتنا تقديم تعليم السيد المسيح الوارد في المثل. فلابدّ من أنَّ نفهم هذا التعليم، ونكون على يقين أنه هو التعليم الصحيح الذي أراده يسوع. وهذا يقتضي مِنّا أن نتأمّل في المَثَل، ونطالع الكتب الدينية التي تشرح الأمثال، أو نسأل كاهناً ضليعاً يعطينا الفكرة الأساسية الواردة في المثل؛ وليس من العيب أن نقرأ أو نسأل.
4- القاعدة الرابعة
القاعدة الرابعة هي أهم القواعد الأربع، وتقوم بأن نقدّم المثل في ثوب مُحدَث معاصر، لا في ثوب قديم.يسوع تكلم بلغة زمانه، وصاغ عباراته بعقلية ومفاهيم وحاجات زمانه. فإذا أردنا أن يكون للمثل تأثير في نفوس طلابنا وشبيبتنا يجب أن يُقدَّم المثل مطابقاً لأوضاعنا، وبلغة تتماشى مع عقليتنا ومفاهيمنا وطريقة تربيتنا العصرية. فإن مخطط الله ? أو كما يقول بولس الرسول: تدبير الله- يعالج لا الماضي فقط بل الحاضر أيضاً. وبتعبير آخر، يسوع لا يتحدّث إلى اليهود القدامى فقط، بل إلينا نحن أيضاً، ويتحدّث بلغتنا ويعالج مشكلاتنا كما عالج مشكلات القدامى، ويتبنّى حضارتنا كما تبنَّى حضارة الأقدمين. إن هذه القاعدة الرابعة تحتاج إلى أمثلة كثيرة، لكي نعرف كيفية تطبيقها في عرض أمثال يسوع تطبيقاً عملياً يناسب إيماننا المسيحي وعقليتنا العصرية. ولكن ليس لدينا الوقت الكافي الآن للقيام بمثل هذه المهمة التربوية الجزيلة الأهمية. أكتفي بأن أعرض عليكم توجيهيْن عملييْن فقط.