ويتحقق بواسطتها هذا الانتصار على الخطيئة والشر. بجوابها " انا امة الرب" بالنسبة الى المولود منها " ابن العلي"، الذي تنبأ عنه اشعيا انه " خادم الرب" ( مر 421/1؛ 49/3 و6؛ 52/13) وقال عن نفسه: " ان ابن الانسان لم يأت ليُخدم بال ليَخدم، ويبذل نفسه فدى عن الكثيرين" ( مر10/45)، واعلنت مشاركتها في رسالة ابنها مخلص العالم وفادي الانسان. في الواقع شاركت مريم في خدمة الفداء، كما يعلّم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني: " مريم، ابنة آدم، اذ تقبلت بكل قلبها ارادة الله الخلاصية، سلّمت نفسها بكليتها، كأمة الرب، لشخص ابنها وعمله، لتكون، بالانقياد له ومعه وبنعمة الله القدير، اداة الفداء وشريكة في الفداء. يقول القديس ايريناوس: انها بطاعتها قد صارت، لنفسها وللجنس البشري كله، علة خلاص. ويصرخ الآباء القديسون: بحواء كان الموت وبمريم كانت الحياة. سلكت العذراء الطوباوية سبيل الايمان محافظة على الاتحاد مع ابنها حتى الصليب، حيث وقفت منتصبة لا لغير تدبير الهي، متألمة مع ابنها الوحيد ألاماً مبرحة، مشتركة في ذبيحته بقلب والدي. حتى سلمها، وهو يموت على الصليب، اما لتلميذه: " يا امرأة هوذا ابنك" ( الدستور العقائدي في الكنيسة" 56 و58). وهكذا اتضح سر االآلم البشري، ويبقى على كل واحد منا ان يكتب صفحة خاصة به في انجيل الألم الخلاصي (البابا يوحنا بولس الثاني).