ثانياً، البطاركة الموارنة ولبنان
1. البطريرط طوبيا الخازن (1756-1766)
كان انتخابه في 28 شباط 1756 في دير مار يوسف عينطوره الذي كان يومها في عهدة الآباء اليسوعيين. ثبتّه في الانتخاب البابا بندكتوس الرابع عشر في 30 نيسان 1757 ومنحه درع التثبيت[2].
البطريرك طوبيا الخازن كان من المطارنة الذين كانوا في المجمع اللبناني (1736). هذا المجمع نظّم العلاقة بين الكنيسة المارونية والسلطة المدنية ولاسما "جماعة الحكم المدني الماروني، في اطار الامارة الشهابية (1697-1842) في العهد العثماني (1516-1918). اهم ما جاء في هذه العلاقة: احترام الاكليريكيين وضمان حقوقهم، المحافظة على حرية الكنيسة في المعتقد والممارسة والعبادة، منع المسلمين من دخول الكنائس ومن اعتقال متهمّين في داخلها، ومن محاصرة المراكز الكنسية على اختلاف انواعها، المعاملة العادلة للموقوفين، التهديد بالحرم الكبير لمن يسنّ شرائع تقمع الحرية الكنسية.
مارس البطريرك طوبيا الخازن مسؤولياته من ضمن قواعد هذه العلاقة. وساس الكنيسة المارونية بكل غيرة ونشاط باذلاً الجهود والتضحيات، ولقى العضد من نفوذ عائلته آل الخازن لما لها من ايادٍ بيضاء على الطائفة المارونية وسائر الطوائف المسيحية.
في عهده بدأ انقسام رهبانية مار انطونيوس المعروفة باللبنانية سنة 1760 الى رهبانيتين: البلدية التي اصبحت اليوم " اللبنانية المارونية"، والحلبية التي اصبحت "المريمية المارونية". وقد عمل جاهداً على عدم قسمتها من دون جدوى بسبب اختلاف العقلية والتطوّر العلمي بين اللبنانيين والحلبيين[3]، الى ان ثبّت الكرسي الرسولي هذه القسمة سنة 1770.
توفي البطريرك طوبيا الخازن في عجلتون في 19 ايار 1766، ودفن في كنيسة السيدة الخاصة بالعائلة الخازنية.