ضد طغيان المال
يتعذر علينا، ونحن في بيئة تختلف كثيراً عن محيط مار أنطونيوس، ان نكوّن فكرة فريبة من الحقيقة، فنعرف ما كل حقل رسالة هذا المرسل الشعبي في الأجيال الوسطى. فور دخوله إحدى المدن كان يحمّل كل شيء، من الخلافات بين الأحزاب، حتى الخصومات ضمن الاكليروس. فاضطر أنطونيوس إلى التكيف مع كل هذهالحالات المختلفة، لخير الجماعة، ولكي يستطيع الانجيل أن يدخل ويحيي ويحوّل الأشخاص والبنيات، في زمن كان معظم الشعب يعيش من الزراعة وتربية المواشي وصيد السمك. قلّة فقط كانت تهتم بالنشاطات الحرفية المتقدّمة، وبالتالي تفتح التجارة طريقاً للتقدم الاقتصادي في أوروبا.
وكان قد ولد حديثاً، لا سيما في بعض نواحي ايطاليا الأكثر ازدهاراً، ما يسمى بالاقتصاد السابق ? الرأسمال. كما كانت مجموعة صغيرة من رجال الأ?مال ناشطة بقوّة، والعملة متداولة، ومكاتب صيرفة، ومصارف أولى تنشأ. وبينما كانت رؤوس الأموال تتجمع، بدأ المرابون أعمالهم المشبوهة. لذا وجّه قديسنا لسانه الناري ضدّ هذه الطبقة الاجتماعية وكانوا أقوياء يخافهم الجميع ويمقتوهم.
شهيرة هي تلك الأ?جوبة التي اجترحها، لمّا دعي للوعظ في مأتم هؤلاء الأسياد. لقد برهن قديسنا أن الجثة التعيسة لم يكن لها قلب. وقد وجد القلب فعلاً في الخزنة.
القديس أنطونيوس يقيم ميتاً (زانشي - إيستي)