خدمة سرّ التوبة
يكفي أن تقرأ كلام أحد معاصري القديس أنطونيوس، لتأخذ فكرة تقريبية عن أيامه المشغولة حتى اللامعقول: لشدة ما كان مأخوذاً بالوعظ والتعليم وسماع الاعترافات، غالباً ما كان يبلغ المساء دون التمكّن من أكل أي شيء. كانوا يتوافدون بالألوف إلى سماع عظاته، وجميعهم بالتأكيد، كانوا يتزاحمون بعد ذلك حول منبر التوبة الذي هو فيه.
لم يكن الدين المسيحي ملطّفاً وعلى وجه التقريب. بل كان فيه حزم وصرامة. وهذا لم يكن ليدخل اليأس إلى قلوب التائبين. وبسبب الساعات الطويلة التي كان يقضيها القديس في كرسي الاعتراف، أصبح جسمه كالخرقة.
أكله قليل يزدرده بسرعة كلية، لا يرتاح إلاّ قليلاً، وصحته آخذة في النحول منذ سفره إلى مراكش. فلا عجب إذاً من أ، يموت في السادسة والثلاثين وبرنامج حياته مثقل بهذا الشكل. كان صيت عجائبه المذهلة ينتقل من فم إلى فم. ان تائباً، أخرسه التأثّر، كتب خطاياه في لائحة طويلة. وبينما كان أنطونيوس يقرأها بنظره، كانت الخطايا تُمحى، عن الورقة بشكل مذهل. رجل آخر هو ليونارد الشاب، رفس أمّه.
فقال لها القديس بحزن: "الرجل التي ترفع ضد الوالدين يجب قطعها" وما ان عاد ليونارد إلى البيت حتى أخذ فأساً وقطع رجله على أثر ذلك الأم يائسة، والعائلة تولول، والجيران في ارتباك. وإذا بأنطونيوس يتدخّل، فيصلي إلى الله بإيمان حار، ويعيد الرجل إلى الساق.
القديس أنطونيوس يجعل مولوداً جديداً يتكلم (ت. فيتشليو - مدرسة ديل سانتو - بادو)