يقول القديس فرنسيس في النصائح :
"نعرف أنّ عبد الله يُنعَم بروح الله , إن صنع الرب على يده خيراً ما, فلا يفخر, بل يستخف بذاته, ويعتبر نفسه دون الآخرين"(17)..
لم تكن طباع أهل ذلك الزمان أفضل من طباعنا, ولكن كانوا يمتازون بشيء من الفطرية, فكان فرنسيس يجتذب الناس بإنشاده بحمد الله وتسبيحه, ثم يخطب فيهم, فيتأثرون بكلامه وبعضهم يلتحقون به.
قام فرنسيس وتناول الأمر بطريقة مسيحية فأنشأ أسرة رهبانية هي "أسرة أخوة" يتساوى فيها الجميع .. وكانوا يقومون في النهار بكل عمل يطلب منهم, ويخصّون بنشاطهم الفلاحين في الحقول, والمرضى في المستشفيات, وينتقلون من بيت إلى بيت يلقون في القلوب المحبة والإيمان والسلام, ويعلمون الناس حب الحياة. وفي الليل الصامت كانوا يقبلون على الصلاة والتأمل.. وهكذا أقام فرنسيس "رهبانية الأصاغر"، التي قامت على الفقر والتواضع والمحبة والصلاة والعمل.