أسرة بيروناردوني:
قبل أن يقترن اسمه بأسيزي, كان فرنسيس يحمل كنية بيرناردوني فهو الابن الأكبر لبيتر بيرناردوني تاجر الأقمشة وهو أحد أثرى تجار أسيزي وزوجته الفرنسية السيدة "بيكا" . المرجح أنه ولد في ربيع عام 1182م. (5)
ولا نستغرب أن غدت سيرة فرنسيس أعجب من أسطورة وأن تزدهر الأساطير حول ولادته.
فقد رُويَ أن أجل مولده قد حل, ومضت أيام عديدة ولم تشعر"بيكا" بآلام المخاض, فاستبد بها القلق وحينئذ طرق باب المنزل عابر سبيل, وأوعز إلى الخادم بإبلاغ السيدة بأن عليها المثول إلى الإسطبل الملحق بالمنزل وانتظار مولودها فيه.
و يُقال أنه ما كادت السيدة "بيكا " أن تضطجع على القش حتى داهمتها الآلام ولم يطل بها الأمر حتى أهلّ وليدها على غرار طفل المغارة "السيد المسيح" (6)..
وبعد بضعة أيام من ولادته, طرق متسول وألح في رؤية الوليد وما إن تناول هذا الغريب الطفل بين ذراعيه, حتى تنبأ قائلا: بأنّ ذلك اليوم الذي ولد فيه الطفل قد شهد ولادة صبيين في أسيزي, سيصبح أحدهما من أفضل الناس, فيما سيصبح الآخر من أسوئهم, وقد أجمع المعلقون على أن فرنسيس هو الأفضل ومضوا يجتهدون في استبانة الأسوأ؟...
ولكن ألا يمكن أن يكون كلاهما واحدا ؟ الأسوأ: فرنسيس الشاب الضال، والأفضل: فرنسيس الذي استسلم لفعل النعمة وانتهج أوعر الطرق سبيلا ًإلى الكمال.