عرض مشاركة واحدة
قديم 27 - 09 - 2014, 05:04 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,351

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديس فرنسيس.. حياة كالصلاة

أبوانا الأولان كانا يعرفان الله طالما لم يستأثرا بإرادتهما , ولكن الاستئثار بالإرادة يوصد دون الإنسان كل ُسبل المعرفة, فالمعرفة هي نور النفس واستقامة الإرادة, وصفاء القلب, ولا شأن لها بغزارة العلم.
إنّ الفرق بين القداسة والضحالة, بين السمو والتفاهة: قضية إرادة, واستجابة لنداء. ووراء كل حياة فاشلة, وكل غاية لم يتم بلوغها, خطوة لم يجرؤ المرء على اجتيازها, ومخاطرة تقاعس عن خوضها.
إنّ العلم المزهو بذاته يقود إلى الكبرياء التي تحجب صفاء الرؤية, وإلى الأنانية التي تستعبد صاحبها, وإنّ من يتحرر من ربقة إرادته الخاصة, ويستسلم لمشيئة الله تتبسط إرادته وتتحرر, ومن ثم تتسع وتتعمق بحجم الكون, ولا يعود شيء يفصله عن العمل الخلاّق ,إذ يصبح طيعاً بين يدي الله الذي يصنع منه ما يشاء , ويقوده إلى حيث يشاء, فيسير بهدي السماء.
من هنا فالقديسون هم أمل العالم, لأنهم يشقّون دروب المصالحة في غابة التاريخ, ويُبقون جذوة الروح في ليل الإنسانية المدلهم وفي شتائها القارس.
وضمن هذا الإطار تأتي أهمية دراسة حياة القديسين والصالحين ومنهم القديس فرنسيس الأسيزي الذي قيل عنه بأنه أكمل صورة للمسيح...
يُعزى إلى لينين قوله وهو يحتضر: "قد أكون ضللت طريقي, فالعالم في حاجة إلى حفنة من أمثال فرنسيس, أكثر من حاجته إلى ثورة" (2)
وإنني أشاطر الأديب الكبير الأستاذ أديب مصلح قوله: "لقد تعلمت من تجربتي مع غاندي وفرنسيس أنّ معاشرة أولياء الله الحميمين حافلة بالمخاطر ولقد طالما طاردني إنذار فرنسيس: "علينا نحن خُدام الله أن نشعر بالخزي , فالقديسون هم قد فعلوا, أمّا نحن فنكتفي بسرد ما فعلوه كي نستمد لأنفسنا من جراء ذلك التكريم والتمجيد"(3)
  رد مع اقتباس