مفعول صلاته
36- أثناء مرور فرنسيس في أحد الأقاليم، أتى إلى ملاقاته رئيس دير كان يحترمه ويكنّ له محبة عميقة. ترجّل الرئيس وتجاذب الحديث مع فرنسيس ساعة حول موضوع خلاص نفسه.وقبل أن يفترقا طلب منه الرئيس بحرارة أن يصلي لأجله. أجابه فرنسيس: ”سأفعل ذلك بطيبة خاطر“. وما إن ابتعد الرئيس قليلاً حتى قال فرنسيس لرفيقه: ”يا أخي، لنتوقف هنيهة، لأنّي أريد أن أصلي على نية الرئيس كما وعدته“. وتخشّع يصلي. وقد اعتاد فرنسيس كلّما طلب منه أحد أن يصلي للرب لأجل خلاص نفسه، أن يقوم بتلك الصلاة بأسرع وقت ممكن خوفاً من نسيانها.أثناء ذلك كان الرئيس يتابع سيره. وما ابتعد كثيراً عن فرنسيس حتى تفقد الرب قلبه فانسكبت على وجهه حرارة عذبة وشعر لحظة وكأنه اختطف بالروح. ولما عاد إلى نفسه، تأكد له أنّ فرنسيس صلى لأجله. فأخذ يمجد الله وهو ممتلىء فرحاً في الجسد وفي الروح.من ذلك اليوم أحاط القديس بإكرام عميق لأنّه اختبر في ذاته سمو قداسة فرنسيس. واعتبر ما حدث أعجوبة كبرى وظل يسرد ذلك الحادث للإخوة ولغيرهم.