فرنسيس يخرج من غرفته ليبارك أخاً له
31- كان يقيم في دير رياتي أخ روحاني محب لله. نهض يوماً تخالجه الرغبة برؤية فرنسيس وأخذ بركته، فأتى بتقوى عميقة إلى محبسة غريشيو وقد اتخذها القديس آنذاك مقراً له. كان فرنسيس قد فرغ من تناول طعامه وانعزل في غرفة للصلاة والاستراحة. وبما أنها أيام الصوم الكبير فلم يكن يخرج من الغرفة إلاّ عند وقت الطعام ثم يعود للحال إلى عزلته.حزن القادم الجديد عندما لم يجده ناسباً سوء طالعه لخطاياه خاصة أنه كان مضطراً للرجوع إلى ديره في ذلك النهار عينه. حاول رفاق القديس أن يعزّوه وهو يتأهب للعودة. وما كاد يبتعد رمية حجر حتى خرج فرنسيس من غرفته بإرادة من الله ونادى أحد رفاقه (ذاك الذي اعتاد أن يرافقه في الطريق حتى العين) وقال له: ”نبِّه ذلك الأخ أن يدير وجهه صوبي“. فاستدار الأخ نحو القديس وهو رسم باتجاهه إشارة الصليب وباركه. امتلأ الأخ فرحاً داخلياً وراح يبارك الرب الذي استجاب رغبته. ومما زاده تعزية هو أنّه تأكّد أنّه حصل على تلك البركة بإرادة من الرب دون أن يطلبها ودون تدخل أيّ كان.وتعجب مثله أيضاً رفاق فرنسيس وسائر إخوة المحبسة واعتبروا ما حدث أعجوبة كبرى خاصة لأنه لم يُعلم أيّ منهم القديس بوصول ذلك الاخ، فضلاً عن أنّ لا رفاق فرنسيس ولا أيّ أخ آخر كان يجروء الذهاب إليه ما لم يستدعه هو. ليس فقط في غريشيو، بل حيثما أقام فرنسيس للصلاة، كان يريد البقاء في عزلة تامة ولا يسمح لأي كان المجيء لزيارته ما لم يكن هو استدعاه.