عرض مشاركة واحدة
قديم 27 - 09 - 2014, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,134

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديس فرنسيس الاسيزي

قيثارة الملاك

24- في فترة وجود فرنسيس بالقرب من رياتّي، أقام بضعة أيام في غرفة تخص الكاهن تيبَلدو الملقب بالمسلم وذلك لمعالجة عينيه. فقال مرة لأحد رفاقه الذي كان وهو في العالم تعلّم العزف على القيثارة: ”أيها الأخ، إن أهل العالم لا يتحسسون الشؤون الإلهية. إنهم يستعملون الآلات الموسيقية كالقيثارة والكمنجة ذات الاوتار العشرة وغيرها للباطل وللخطيئة، ضد إرادة الله، بينما كان الناس في الأيام القديمة يستعملونها ليسبحوا الله ويعزّوا نفوسهم. وأنا أتمنى لو أنّك تحصل سراً من شخص شريف على قيثارة وتعزف لي عليها أنشودة تقوية. ثم نستعين بها لتلحين كلمات نشيد ”مدائح الرب“. إن جسدي مبتلى بمرض ثقيل مؤلم. وإني، بواسطة القيثارة، أتوق إلى تخفيف الألم الجسدي وتحويله إلى فرح وتعزية روحية.وبالفعل كان فرنسيس أثناء مرضه ألّف بعض ”المدائح للرب“ وكان من حين إلى آخر يطلب من رفاقه أن ينشدوها لمجد الله ولتعزية نفسه ولرفع قلوب السامعين إلى الله.أجابه الأخ: ”يا أبت، إني أستحي أن أذهب وأطلب القيثارة، لأنّ أهل المدينة يعرفون أنّي وأنا في العالم كنت أعزف القيثارة وإني أخشى أن يتوهموا أن سيطرت عليّ من جديد تجربة العزف“. ختم فرنسيس: ”حسناً أيها الاخ، لنطوِ الموضوع“.في الليلة التالية وفيما القديس ظلّ مستيقظاً إذا به، حول منتصف الليل، يسمع من حول البيت الذي استراح فيه عزف قيثارة: كان أجمل ما سمع من غناء وأعذب ما وصل إلى أذنيه في حياته من ألحان. كان العازف الخفي يبتعد أحياناً إنّما بشكل يسمح بسماع موسيقاه ثم يعود وهو لا ينقطع عن العزف على آلته. دامت تلك الموسيقى أكثر من ساعة وفهم فرنسيس أنّ ذلك إنّما هو من صنيع الله لا من البشر، فملأه فرح عميق وابتهج قلبه وطفح حبّاً وأخذ يمجد الرب الذي تنازل وغمره بمثل تلك التعزية العذبة.ولما استفاق عند الصباح، قال لرفيقه: ”رجوتك يا أخي وأنت لم تستجب لي. لكن الرب الذي يعزّي أحباءه في ضيقاتهم، تنازل وعزّاني هذه الليلة“. وقصّ عليه ما جرى له.ذهل الإخوة معتبرين أنّ ما حدث أعجوبة كبرى واستنتجوا أنّ الله نفسه هو الذي تدخّل وحمل ذلك الفرح إلى فرنسيس. ومما زادهم تأكداً هو أن الحاكم كان قد أمر ألاّ يتجوّل أحد في المدينة ليس فقط عند نصف الليل بل أيضاً ابتداء من دقة الجرس الثالثة. من جهة ثانية فإنّ فرنسيس أكّد أن القيثارة العازفة كانت تروح وتجيء في سكون الليل دون أن يرافقها أي صوت بشري وذلك مدة تزيد على الساعة وقد ملأت نفسه تعزية.
  رد مع اقتباس