عرض مشاركة واحدة
قديم 27 - 09 - 2014, 04:56 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديس فرنسيس الاسيزي

تناوله الطعام مع أبرص

22- مرة أخرى، عاد فرنسيس إلى البورسيونكولا، فلقي هناك الأخ ”يعقوب البسيط“ برفقة أبرص شوهته القروح وقد وصل هناك ذلك اليوم. كان القديس قد أوصى الأخ يعقوب مراراً بذلك الأبرص وكذلك كل الذين نخرهم ذلك المرض. وبالفعل فإنّ الإخوة في تلك الأيام كانوا يسكنون في مصحّات البرص. وكان يعقوب يطبب أشدهم إصابة ويلمس قروحهم بطيبة خاطر ويعالجها وينظفها ويضمدها.إلتفت فرنسيس إلى الأخ يعقوب وخاطبه بلهجة التوبيخ: ”لم يكن يجدر بك أن تأتي إلى هنا بإخوتنا المسيحيين، فهذا لا يناسبنا ولا يناسبهم“ - وكان القديس يسمي البرص إخوتنا المسيحيين.كان فرنسيس مسروراً برؤية الأخ يعقوب يساعد ويخدم البرص، إنّما وجّه إليه تلك الملاحظة لأنّ لم يكن يريد أن يخرج من المصحّ من هم أكثر إصابة.فضلاً عن ذلك، فإنّ الأخ يعقوب كان بغاية البساطة وكثيراً ما قدم إلى كنيسة القديسة مريم مع أحد البرص. وكان الناس يتجنبون فحالطة البرص المصابين بالقروح، أكثر من أي شيء آخر.لم يكد فرنسيس ينهي كلامه، حتى ندم فجأة عما قاله وذهب يعترف بزلته عند بطرس دي كاتانيو الرئيس العام آنذاك. أخذه الندم لأنه أحزن الأبرص بتوبيخه الأخ يعقوب؛ لهذا اعترف بزلّته قاصداً التفكير تجاه الله وتجاه ذلك البائس.فقال للأخ بطرس: ”أطلب منك أن توافق دون أن تعارضني على التعويض الذي قررته“. ولقدر ما كان الأخ يحترم ويهاب فرنسيس، فقد كان يطاوعه حتى إنّه لم يكن يجروء إبدال أوامره مع أنّه في تلك المناسبة وفي غيرها من الظروف كان يشعر بالكآبة باطنياً وخارجياً.تابع فرنسيس: ”لتكن هذه توبتي، أن آكل مع أخي المسيحي في صحنه“. وهكذا صار. جلس فرنسيس إلى الطاولة مع الأبرص ومع باقي الإخوة ووضعت قصعة بينهما. وكان الأبرص قرحة واحدة وكانت أصابعه التي يتناول بها الطعام ملتوية دامية بحيث أنّه كلما غمسها في الصحن كان الدم يسيل في داخله.عند رؤية هذا المشهد، ملأت الحسرة الأخ بطرس وباقي الإخوة لكنهم لم يجسروا أن يقولوا كلمة خوفاً من أبيهم القديس. وأنا الذي كتبت هذا، رأيت الحادثة بعيني وأشهد لها.
  رد مع اقتباس