عرض مشاركة واحدة
قديم 27 - 09 - 2014, 04:54 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديس فرنسيس الاسيزي

إرادة فرنسيس الأخيرة

17- في تلك الأيام وفي تلك الغرفة ذاتها حيث جرى حديثه مع السيد بونافنتورا، تعرض فرنسيس ذات مساء لتقيىء متواصل بسبب إصابته بمرض في المعدة. ولشدة ما سببه له ذلك التقيىء، حصل له نزيف دموي دام طيلة تلك الليلة حتى الصباح.لما رآه رفاقه قد شارف الموت بسبب ضعفه وأوجاع مرضه، ملأهم القلق وقالوا له وهم يبكون: يا أبانا، ماذا نعمل؟ أعطنا بركتك لنا ولباقي إخوتك جميعاً. واترك لإخوتك تذكاراً لإرادتك، حتى إذا شاء الله أن يستدعيك من هذا العالم نقدر أن نتذكرها دائماً. ونردد: إنّ أبانا وهو على فراش الموت ترك تلك الكلمات لإخوته وأبنائه.قال لهم فرنسيس: نادوا لي الأخ مبارك (Benedetto da Piratro). كان ذلك كاهناً، ورجلاً متزناً وقديساً انخرط في الرهبانية منذ الأيام الأولى وكثيراً ما أقام الذبيحة الإلهية لفرنسيس في تلك الغرفة. فإنّ القديس، ورغم إصابته بالمرض، كان يريد أن يسمع دائماً القداس بخشوع، وبطيبة خاطر كلما تسنى له ذلك.لما وصل مبارك قال له فرنسيس: اكتب إني أبارك كل إخوتي الموجودين حالياً في الرهبانية وكل الذين سيدخلونها حتى منتهى العالم.اعتاد فرنسيس عند نهاية كل المجامع، عندما يكون الإخوة مجتمعين أن يعطي البركة لجميع الحاضرين ولكل الباقين الأعضاء في الرهبانية ويبارك أيضاً كل الذين سينتبون إليها في المستقبل.لم تكن المجامع المناسبة الوحيدة التي اعتاد فرنسيس أن يبارك فيها الإخوة، بل في مناسبات عدّة كان يبارك الذين دخلوا الرهبانية ومثلهم من سيأتون إليها لاحقاً.تابع فرنسيس: بما أني لا أقوى على الكلام بسبب الضعف وألم المرض، فاني أبيّن إرادتي لإخوتي بايجاز في هذه التوصيات الثلاث أتركها لهم ذكرى لبركتي ولإرادتي الأخيرة:ليحب الإخوة بعضهم بعضاً دائماً وليحترم كل منهم الآخر.ليحبوا ويحترموا دائماً الفقر المقدس، سيدنا.ليكونوا دائماً خاضعين بإخلاص للأحبار ولكل اكليريكيّي الأم الكنيسة المقدسة.واعتاد أن يوصي الإخوة بالتخوف من المثل العاطل واجتنابه وكان يلعن كل الذين، بسبب مثلهم السيء الفاسد، يحملون الناس على انتقاد الرهبانية والإخوة حتى الصالحين منهم المملوئين جودة، ويجلبون لهم الخجل والأسى.
  رد مع اقتباس