15- وتابع القديس: بعد ذلك، فليذهبوا إلى أسقف المدينة ويقولوا له: يا صاحب السيادة، إنّ أحد المحسنين ينوي حباً بالله ولأجل خلاص نفسه أن يهبنا أرضاً كافية لنبني فيها مسكناً. إنّنا نلجأ إليك أولاً لأنك الأب والسيد لنفوس كل القطيع المسلم إليك، وأنت أب وسيد لنا ولباقي الإخوة الذين سيقيمون في ذلك المكان. إنّنا نرغب بناء بيت مع بركة الرب الإله وبركتك?.كان فرنسيس يقول هذا لأنّ ما يريد الإخوة تحقيقه من خير لنفوس الشعب سيكون أكبر إذا عاشوا بوحدة القلب مع الأحبار والإكليروس، فإنّهم سيكسبون لله الشعب والإكليروس معاً، وذلك أفضل مما لو هدوا الشعب وحده وكانوا عثرة للأحبار والإكليروس.وكان يقول: إنّ الله دعانا لننعش الإيمان وأرسلنا لنكون عوناً لأحبار وإكليروس أمّنا الكنيسة المقدسة. فبالتالي نحن ملزمون بأن نحبهم ونكرمهم ونوقّرهم دائماً وبقدر ما هو مستطاع. لهذا السبب، أخذنا اسم الإخوة الأصاغر، لأنّ علينا أن نكون أصغر أهل العالم كافة، بالاسم وبالمثل وبالسلوك.في بدء حياتي الجديدة، لمّا تركت العالم وأبي الأرضي، وضع الرب كلمته على شفاه أسقف أسيزي ليكون لي المرشد الحكيم في خدمة المسيح وليشجّعني. لهذا السبب ونظراً للصفات السامية التي أشاهدها في الأحبار، فإني أريد أن أحبهم وأكرمهم وأعتبرهم أسيادي، ليس الأساقفة وحدهم بل أيضاً أصغر الكهنة.