بلدية أسيزي تبني للإخوة بيتاً
11- الحادث التالي جرى زمن انعقاد أحد المجامع الرهبانية وقد تقرر عقده تلك السنة قرب القديسة مريم البورسيونكولا. لاحظ شعب أسيزي أنّ الإخوة بنعمة الله ازدادوا عدداً وأخذوا يتكاثرون يوماً بعد يوم وهم يعرفون أنّ الإخوة إذا ما اجتمعوا كلهم خاصة بمناسبة المجمع العام لن يجدوا هناك إلاّ بيتاً صغيراً حقيراً ضيقاً، سطحه مغطى بالقش وجدرانه من خشب وطين، وهو تلك الصومعة التي أعدها الإخوة لهم لما أتوا واستقروا في ذلك المكان.في تلك المناسبة، عقد أهل أسيزي جلسة للتشاور بينهم وبنوا هناك بعد أيام قليلة، بسرعة كبرى وبتقوى حماسية، بيتاً كبيراً من حجر وكلس إنّما دون موافقة فرنسيس الغائب آنذاك. وعند عودته من أحد الاقاليم ليشارك في المجمع، وقف مصعوقاً عند رؤيته ذلك البيت، وفكر أنه بحجة مثل ذلك البناء، سيبني الإخوة بيوتاً مشابهة في أماكن تواجدهم الحالية أو في الأمكنة حيث سيقيمون في المستقبل.ولما كانت إرادته أن تظل البورسيونكولا دائماً نموذجاً ومثالاً للرهبانية كلها فإنّه في أحد الأيام وقبل انتهاء المجمع، صعد إلى سطح ذلك البيت وأمر الإخوة بأن يلحقوا به، ثم بدأ معهم بنزع ألواح القرميد وفي نيته هدم ذلك البيت.وكان هناك بعض الفرسان وغيرهم من سكان أسيزي وقد أوفدتهم سلطات المدينة للقيام بحفظ الأمن وحماية ذلك المكان من العلمانيين والغرباء الذين توافدوا من كل صوب ووقفوا خارجاً ليتفرجوا على اجتماع الإخوة ولما علموا أنّ فرنسيس والإخوة الآخرين عازمون على هدم ذلك البناء، تقدموا للحال وقالوا لفرنسيس: أيها الأخ، إنّ هذا البيت ملك لبلدية أسيزي ونحن هنا نمثل سلطات المدينة. لذلك نأمرك بألاّ تهدم بيتنا.أجابهم فرنسيس: حسناً، إذا كان البيت ملككم، فلا أريد هدمه. ونزل للحال عن السطح وتبعه الإخوة الذين صعدوا معه.لهذا السبب، قرر شعب أسيزي وظلوا متمسكين مدة طويلة بقرارهم وهو أن يلزم حاكمها كل سنة بأعمال صيانة ذلك البيت وبالاصلاحات الطارئة.