(42) لا يتملكنٌ أي خادم أو أي واعظ خدمة أو مهمة الوعظ، بل عليه أن يتخلٌى عن مهمته هذه، متى يُؤْمَر بذلك. (43) ومن ثم، أتوسل، بالمحبة التي هي الله، إلى جميع اخوتي الوعٌاظ، والمصلين، والعاملين، الإكليريكيين والعلمانيين، أن يجهدوا في الاتٌضاع في كل شيء، (44) وألاٌ يتباهوا، وألاٌ يفرحوا في ذواتهم، وألاٌ يفتخروا داخليا بالأقوال والأعمال الصالحة، وبأيٌ خير، على الإطلاق يحققه الله أو يقوله أو يعمله، في أي وقت، فيهم وبهم حسب قول الرب: "لا تفرحوا بأنٌ الأرواح تخضع لكم، الخ...".
(45) ولنعلم علم اليقين أنٌ لا شيء يخصنا، سوى رذائلنا وخطايانا، (46) لكن، علينا بالحريٌ أن نبتهج عندما نقع في مضايق مختلفة، وعندما سنتحمل كلٌ أنواع ضيقات النفس والجسد، وشدائدهما في هذا العالم من أجل الحياة الأبدية. فلنحذر إذا، جميعنا من الكبرياء والمجد الباطل. (47) ولنحفظ ذواتنا جيدا من حكمة هذا العالم، ومن فطنة الجسد. (48) إذ إنٌ روح الجسد يبتغي امتلاك الأقوال، ويبذل في سبيلها جهداً جماً، ولكنه لا يعبأ بالأعمال، (49) ولا يتطلع إلى العبادة والقداسة في الروح، إنما يريد ويرغب في عبادة وقداسة تتجليان ظاهريا للناس. (50) وعن هؤلاء يقول الرب: "الحق أقول لكم: لقد نالوا أجرهم". (51) غير أنٌ روح الرب يريد أن يُمات الجسد، ويُزدرى، ويُحتقر، ويُرذل، ويُعتبر مخزيا. (52) وهو يسعى إلى التواضع، والصبر، وبساطة الروح النقية، وسلامه الحقيقي. (53) وهو فوق كل شيء يرغب في المخافة الإلهية، والحكمة الإلهية، والحب الإلهي، حب الآب والابن والروح القدس.