فرنسيس يعظ العصافير
مرّ فرنسيس يوماً بإحدى الضياع، فرأى تلاّ تكدّست فيه العصافير المختلفة الأجناس والأشكال، كأنها تلاقت لموعد غريب. فسأل من معه أن يقفوا، ريثما يذهب إلى إخوته العصافير، ويرى ما تعمله.
فأقام وسطها، وأوعز إليها بأن تصغي إلى كلام الله، قال:
"إخوتي العصافير، عليكم بتسبيح ربّنا ومحبته في كل حين، لأنه كساكم ثياباً بهية الألوان، وأطلق لكم أن تطيروا، ويجود عليكم بما إليه تحتاجون، ويوليكم أن تسكنوا حيثما شئتم. أنتم لا تزرعون ولا تحصدون، وهو يحفظكم ويعتني بأمركم، من غير أيّ عناء منكم".
عند هذه الكلمات، هّبت العصافير تعرب عن بهجتها. فمدّ فرنسيس يده، ولمسها بثوبه الخشن فرحاً، ثم باركها وصرفها بعلامة الصليب. فقامت ورفرفت على رأسه، وعادت إلى أعشاشها.
إن هذا الحدث ليحثّنا جميعاً على أن تسبّح في كل آن الإله، الذي هو مصدر كلّ هبة، وأن نلقي عليه الاتكال. فلا شيئ يعجز قدرته جلّ جلاله.