مجمع الحصر
ممّا ينطق بصلاح الرهبانية الفرنسيسية: المجمع المسمى بمجمع الحصر (بسبب الحصر التي أعدّها فرنسيس لسكنى الرهبان). وقد عقد في كنيسة سيدة الملائكة، في الثالث عشر من أيار سنة 1221، يوم عيد العنصرة. وبلغ عدد الذين استطاعوا الحضور نحواً من خمسة آلاف أخ، قدموا من ايطاليا وغيرها من ربوع الأرض. وكان من بين أولئك، القديس عبد الأحد، مؤسس الرهبانية الدومنيكية.
قام فرنسيس، في هذا المجمع. وخطب في الإخوة، قال: "لقد وعدنا الله بالعظائم، إلا أن ما وعدنا الله به أسمى منها. قصيرة هي لذة الدنيا! ابدّي العقاب الذي يليها! الألم وقتي، أما مجد الحياة الأخرى، فلا حدّ له".
"أوصيكم، باسم الطاعة المقدسة، بأن لا يكترث أحد لشؤون الجسد، بل أن تتفرّغوا للصلاة وخدمة الله، مُلْقين همَّ الجسد على الذي يعنى بأمركم".
وقد بعث على تأثر الحضورمعانقة فرنسيس للأخ انطون البادوي، أحد الذين جاؤوا إلى المجمع. كانت دوافع الرغبة في الاستشهاد حدت بهذا الأخ، إلى ترك رهبانية قانوّني القديس اغسطينوس، والالتحاقبرهبانية الإخوة الأصاغر. فجعله وُسْعُ ثقافته الدينية أهلاً لأن يلقَّب "بحامي الإيمان ومطرقة المبدعين". ثم أصبح أعلى مجد للرهبانية الفرنسيسية، وأشهر صانع للمعجزات عرفه العالم، ورفع إليه الدعاء.
لذلك أحصاه البابا بيوس الثاني عشر في عداد معلمي الكنيسة، واسماه "المعلم الانجيلي".