ثم يأتي رد فعل منطقي عند كل من عاش في نور الله. فإن الله يلهم رغبات لا يمكن تحقيقها . اذن بوسع تريزة ان تتوق الى القداسة بالرغم من ضعفها وصغرها. واذا بوسيلة تخطر ببالها، وهي قمينة بإيصالها الى الله بسهولة، كما يوصل المصعد الى فوق دون عناء فليأت الي". وذراعا يسوع هما المصعد الذي يرفعها الى السماء.
اي ان الله ذاته هو الذي يجعل الانسان قديسا، ولا يحقق الانسان ذلك بقوته الشخصية وبجهوده الخاصة، وذلك بشرط ان يعرف الانسان ان يبقى صغيرا، بل ان يصبح صغيرا اكثر فأكثر.
وإذا أمعنا الفكر في هذه الطريق، نرى ان الله هو ذاك الذي يحب الصغيرة ويدعوه الى الدنو منه، وهو الذي، اذا ما تجاوب الانسان معه، يجتذبه اليه ويغمره بحنان محبته. وهذا ما يظهر لنا رحمة الله التي تعطف على الصغير، على الانسان الضعيف العاجز.
اما الإنسان فعليه ان يتقبل فقره، وهذا يقتضي منه تواضعا، اذ عليه ان يعرف انه "صغير"، وان يُقبل الى الرب. وهذا يعني انه يعترف بعوزه وبأن الله هو الذي برحمته يأتي الى لقائنا ومساعدتنا . وهذا يقتضي ان يؤمن الانسان ويثق به ويستسلم اليه استسلاما كليا.