ليلة الايمان
كان الم آخر من الالم المادي يحز في قلبها. انها في ظلام دامس. انها في ليلة الايمان. وأراد المعلم الالهي بهذه المحنة الأخيرة ان يتم تطهيرها وان يجعلها قادرة على ان تطير في سبيلها الصغير، سبيل الثقة والاستسلام. وقد قالت آنذاك :" اني لا أتمنى الموت اكثر من الحياة. لو مكنني الرب من ان اختار، لما اخترت شيئا. انا لا اريد الا ما يريده هو. وهذا ما يجعلني احب".
وطوال شهر آب سنة 1897، ظلت مضطربة تلتمس الصلاة من اخواتها الراهبات ومنذ التاسع عشر من آب حتى الثلاثين من ايلول لم تستطع ان تتناول القربان بسبب نزيف الدم المتواصل. وحينما منحت المسحة الأخيرة في مطلع آب قالت:
"لقد فتح باب سجني القاتم. فأنا مرحة، خاصة منذ ان اكد لي ابونا الرئيس ان نفسي تشبه اليوم نفس طفل صغير بعد معموديته".